بطء الإجراءات في إدارة الأحوال المدنية، حال دون أن تحصل كل من خديجة (15عاما) وشقيقها حسن (11عاما) على حقهما في التعليم النظامي. ورغم أنهما من أب سعودي يحمل الجنسية، إلا أن ولادتهما في اليمن بدون شهادة ميلاد، كانت سببا في بقائهما خارج بطاقة العائلة وبالتالي عدم دخولهما المدرسة. ويحكي والدهما محمد محضار بالعبيد، قصة ابنته خديجة وابنه حسن، قائلا: إنهما ولدا في اليمن ولم يستخرج لهما شهادة ميلاد هناك، لأسباب قد يكون الجهل بالأنظمة من بينها، لكنه تقدم قبل خمسة أعوام بطلب إضافتهما مع بقية أشقائهما إلى كرت العائلة، غير أن هذا الطلب، على حد وصفه، ظل طوال هذه الفترة تحت رحمة الروتين والتسويف، رغم سعيه الدؤوب لإغلاق هذا الملف، الذي يؤكد أنه يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية حدوثه. وتمكن بالعبيد، قبل أن يحضر ابنه وابنته من اليمن، من إثبات جنسيتهما السعودية وإضافتهما في جواز السفر الذي استخرجه من السفارة السعودية في اليمن، إلا أنهما لا زالا محرومين من حق المواطنة والتعليم، بسبب بطء الإجراءات في الأحوال المدنية. يقول «مستقبل خديجة مع التعليم أصبح في حكم الضائع، والخوف أن يلحق بها شقيقها حسن، خصوصا أنه يدخل اليوم عامه 11». وعبر عن امتعاضه تجاه ما أسماه ب «اللامبالاة» وعدم تقدير العاملين في إدارة الأحوال المدنية لظروف وحاجات المراجعين ممن تمضي عليهم السنوات دون أن يتمكنوا من إنهاء إجراء بسيط يمكن أن يحل في أيام معدودة. ويقول بالعبيد، إن أكثر ما يزعجه في هذا الوضع، بكاء ابنته خديجة وأخيها حسن كلما شاهدا بقية إخوانهما الأصغر منهما سنا وهم يستعدون للدراسة ويجمعون أقلامهم ودفاترهم وأشياءهم وينطلقون إلى المدرسة مع كل صباح، في الوقت الذي حرما فيه من هذا الحق. لكن الوالد فضل أن يتجاوز هذه المحنة بجعل ابنته خديجة تلتحق بإحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فيما بقي شقيقها حسن بلا دراسة، حتى وهو يدخل عامه 11، مطالبا إدارة الأحوال المدنية بالمسارعة لحل هذه القضية.