برسالة جوال، انهمرت دموع عيني وبلغ الحزن من قلبي مبلغا عظيما، فاجأتني الرسالة بوفاة رجل عزيز علي، له في قلبي وقلوب الآخرين مكانة عظيمة بما حباه الله سبحانه من خصال حميدة، فهو من خيرة الرجال، فلقد أعجبني منه أدبه وفضله وشرف نفسه وطهارة قلبه وسمو أخلاقه. أنا فخور بزمالتي له في ميدان العمل، فكان نعم المؤازر والمربي والمعين على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، غيورا على حرمات الله سبحانه. عرف شيخنا بسعة صدره وفسيح حلمه، أسر القلوب وفتح أقفال العقول. رحمك الله ياشيخنا ووالدنا أبا علي، فلقد كان لك من اسمك وافر الحظ والنصيب، فرجت عن الضعفاء والعاجزين جبلت على نفع الآخرين وأنت له أهل. 20 عاما، كشفت خبيئة حياتك فما كنت شاكيا ولا باكيا، بل كنت فرحا بشوشا يحسب الرائي أن نيران الأحزان لم تمر عليك لحظات من حياتك، جالسك الغريب، فزعم أنه من أحب الناس إلى قلبك بنبل أخلاقك وبذل معروفك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)، (وإن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)، (ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، (والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه). وبعد صلاة الفجر من يوم الأحد 6/11/1430ه، صحبت جنازة شيخنا الوقور فراج بن علي العقلا، وأودعت لحدها وانقلبت إلى أهلي رافعا يدي أدعو لذلك الإنسان الذي كنت أجله حيا، ولا أزال أذكره ميتا، لأتخذ من سيرته الحافلة بمواقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر والجلد والوفاء والكرم عبرة أعتبرها حتى يجمع الله بيني وبينه. كفى حزنا بموتك ثم إني نفضت تراب قبرك من يديا وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيا اللهم اغفر لفقيدنا وارحمه وارفع درجته في المهدين واخلفه في عقبه في الغابرين وارحمنا وإياه ووالدينا وجميع موتى المسلمين. حمود بن عبد العزيز التويجري