لا يمكن النظر للحج على أنه مجرد فترة محددة تستقبل فيها المملكة مئات الآلاف من الحجاج وتستضيفهم لبضعة أيام أو أسابيع يغادرون بعدها إلى أوطانهم ذلك أن الاستعدادات التي يتم اتخاذها لضمان أمن الحجيج وراحتهم وسلامتهم تستغرق العام كله وتبدأ فور انتهاء موسمه وتأخذ شكل المراجعة الدائمة لأداء مختلف الأجهزة والمؤسسات المعنية بالحج سواء كانت مؤسسات حكومية أو مؤسسات أهلية وتنصب المراجعة في البدء على بحث أي جوانب شابها التقصير أو ظهرت فيها هفوات بغية تلافيها وكذلك مراجعة جوانب التميز في الأداء لتكريسها وضمان الارتقاء بها. تجربة التعامل مع الحشود التي تجتمع من أقطار الأرض في بقعة واحدة تجربة فريدة لا تتكرر في أنحاء العالم من حيث التفاوت بين الأجناس والجنسيات والفئات العمرية التي تتكون منها تلك الحشود وهو الأمر الذي يجعل التعامل معها أمرا يحتاج إلى حكمة ومعرفة عميقتين خاصة إذا ما نظرنا إلى تلك الفئات في مرجعياتها الاجتماعية وقدراتها الاقتصادية وهامش الوعي الذي هي عليه والمستوى الثقافي الذي تتمتع به. وقد حققت المملكة عبر مؤسساتها الرسمية كما عبر المؤسسات الأهلية نجاحات شهد لها العالم خلال مواسم الحج الماضية وما كان لهذه النجاحات أن تتحقق لولا ما توليه المملكة لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة من عناية ورعاية وما أنشأته فيها من مشاريع سهلت سبل إقامة وانتقال الحجيج وكذلك ما تحرص عليه من متابعة دقيقة لكل جهة مشاركة في خدمة الحجيج سواء كانت هذه الجهة حكومية أو أهلية. إن كل ما سبق يفرض على كل مواطن سواء تمثل في الحاج أو في المؤسسة التي تخدم الحجيج أن يستشعر مسؤوليته كاملة فالوطن وسمعته أمانة في عنقه والحج فريضة ينبغي ألا يخالطها غش أو خداع سواء تمثل في تسلل الحجاج أو تدني الخدمات ما دمنا جميعنا حكومة وشعبا في خدمة الحجيج. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة