يحسب لمؤسسة الفكر العربي أنها قامت لتحرك الماء الراكد، وتثير الكثير من القضايا المسكوت عنها، وهدفها الأساسي هو قيادة العالم العربي إلى الصفوف الأولى في العالم المتقدم، وهو هدف صعب المنال، ولكنه ليس مستحيلا..؟! من أذرعة المؤسسة «حوار العرب» الذي يقدم من خلال القناة العربية، وكان موعده الخميس الأسبق مع قضايا المرأة والرجل، أو كما أشارت إليه الدكتورة ميرفت التلاوي: الراجل أبو شنب..؟! ولا أدري ما هو حال الرجل الذي من غير شنب مثل الصورة التي تنظرون إليها..؟! شارك في «حوار العرب» أربع نساء ورجل واحد، ومن سوء حظ الدكتورة ميرفت أنه بلا شنب. من النساء واحدة سعودية هي الدكتورة بدرية البشر، وتناول المتحاورون جوانب من قضية المرأة والرجل على مدى ساعتين تقريبا، ودخلوا في مناطق شائكة، وإن لم يتوغلوا كثيرا، لكنهم من وجهة نظري أخطأوا في توصيف القضية، وتجاوزوا في تحميل الرجل المسؤولية، وإن كانت هناك لفتة ذكية من إحدى المتحاورات عن المرأة التي تتولى التربية وتغرس في أطفالها الذكور ذكورية المجتمع، وبالتمييز بينهم وبين أخواتهم من الإناث..؟! ملاحظتي الأولى في توصيف القضية، وفي إعلانات الترويج لها قبل أسابيع من بث الحلقة، وقد تم تصوير الإعلان بشكل كاريكتوري، وكأن القضية معركة بين الرجل المسيطر والمرأة المستسلمة على حلبة ملاكمة، ربما لجذب أعين المشاهدين، ولكن ذلك أعطى انطباعا ربما لبعض المشاهدين وكأن الحلقة مسلسل تركي..؟! وربما ارتكبت أنا نفس الجنحة في اختيار العنوان، وفي صياغة المقال..؟! في يقيني أن الخلل الأكبر في كل ما يدور حول حقوق المرأة وحقوق الرجل هو الخلط الشديد بين المرأة كإنسانة وبينها كأنثى، وكذلك الرجل، ففي تصوري أن حياتنا تنقسم إلى قسمين: عام، وخاص. العام الشخصية التي تتعامل مع الخارج، العمل، العلاقات العامة بالآخرين.. إلخ، فهذه تحتاج إلى مهارات مختلفة عن الجانب الخاص الذي يتركز في العلاقة الزوجية الخاصة، وما فيها من حميمية، وشؤون التربية، ومستقبل الأسرة وعلاقاتها بالآخر، فالمرأة عندما تذهب إلى العمل يجب أن تترك أنوثتها في المنزل، وهي هنا مطالبة بترك المكياج والملابس التي تبرز مفاتنها لأنها ذاهبة للعمل وليس لاستعراض مفاتنها، وكذلك الرجل فالمفروض أن يترك رغباته وتطلعاته الجنسية أيضا في المنزل، فليس من اللائق خلط هذه الأمور في مصدر الرزق..؟! هذا الخلط عبر أجيال وأجيال جعل علاقة الرجل والمرأة علاقة شائكة يختلط فيها العام والخاص، وأصبحت كموروث اجتماعي تميز الرجل عن الأنثى باعتبار أن الذكر هو المهيمن لأنه العائل للأسرة، وأن المرأة دورها في المنزل والإنجاب، بينما تغيرت الأمور في العقود الأخيرة عندما دخلت المرأة العربية سوق العمل، وأصبحت تساهم في إعالة الاسرة، وبعض الرجال أصبحوا عالة على المرأة ولكن الوقاحة أو الموروث الاجتماعي جعلهم أيضا المسيطرين على مقدرات الأسرة..؟! التربية هي الحل.. فالدين الإسلامي بريء من مساندة الرجل ضد المرأة، وفي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة فهو خيرنا وخيرنا لأهله.. ولعل مراجعة سورة الطلاق تنبئنا عن علاقته بزوجاته عليه الصلاة والسلام. * مستشار إعلامي ص.ب 13237 جدة 21493 [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة