ما أن تطأ الأقدام المشاعر المقدسة حتى ترى العين، طرقا جديدة تسهل حركة الحجيج لأداء المناسك وسط تكبير وتهليل قرابة ثلاثة ملايين من البشر، سيتحركون عبر أكثر من 70 ألف مركبة. وهو الأمر الذي اعتاد عليه الحجيج في استمرار لوتيرة العمل الخاص بإعداد بنية تحتية تسهل تأدية النسك. هنا في البقاع المقدسة ستدور الحركة عبر طرق دائرية تنقل الحجيج، وفي هذا العام فقط سيرى الجميع كيف أن طرقاً شقت في مشعر عرفات فقط تكفي لاستيعاب 150 ألفا من الحجاج. «عكاظ» رصدت مشاريع الطرق في مكةالمكرمة .. فإلى التفاصيل: يجري العمل الآن على تحسين معظم شبكات الطرق الرئيسية في مكةالمكرمة وربطها بمشاريع الطرق الدائرية المنفذة أو تحت الإنشاء أو المقترحة، إذ اقترح إنشاء أربعة طرق دائرية وطريق خارجي نفذ معظمها ومازال يجري العمل في أجزاء من الطريقين الثالث والرابع. ونظرا للتكوينات الجغرافية الصعبة وبخاصة تداخل شبكات الطرق مع جبال مكةالمكرمة ذات التكوينات الصخرية الصلبة، شقت العديد من الجبال إما لإنشاء طرق محاذية لها أو إنشاء طرق أنفاق لاختراقها واختصار مسافات التنقل، الطريق الدائري الثالث والذي تنفذه وزارة النقل بدأ العمل فيه مع بداية العام الحالي بمسار من مخططات الحمراء المجاورة لطريق مكةجدة السريع، ويمر بجوار مبنى قيادة مرور العاصمة المقدسة وإدارة متابعة الوافدين التابعة لإدارة الجوازات حتى الوصول إلى مسجد السيدة عائشة أو مايعرف بمسجد التنعيم، وقدر عقاريون حجم العقار الذي سوف يتم نزعه لصالح المشروع بنحو 650 عقارا، ولازال العمل جاريا من قبل الشركة المنفذة لإنهاء المشروع خلال العامين المقبلين. ويحظى مشروع آخر، لايقل أهمية عن الطريق الدائري الثالث وهو الطريق الدائري الرابع، الذي يبلغ طوله 50 كيلو، وسيعمل على سبعة مراحل. وفي ذلك يؤكد عضو لجنة تقدير العقارات منصور أبو رياش، «إن التنفيذ في انتظار لجنة الحصر التي ستقوم بتسليمهم كافة العقارات التي سيتم نزعها لصالح المشروع، الذي يبدأ من بداية طريق مكةجدة السريع مرورا بمخطط الهدى والسبهاني والمسفلة وبطحاء قريش حتى يصل للعوالي ومنها إلى طريق الملك فيصل المؤدي لطريق الطائف السيل». وكانت الهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة قد قامت بدراسات لأوضاع الطرق في مكةالمكرمة. وبينت الدراسات أنه من المقترح أن تتكون شبكة الطرق الدائرية في مكةالمكرمة حتى 1450ه من خمسة طرق دائرية ذات ثلاثة مسارات في كل اتجاه، توجد في الوقت الحالي بعض الأجزاء المنفذة في أربعة من هذه الطرق بنسب متفاوتة بينما يعد الطريق الدائري الخامس مقترحا بالكامل. ولأهمية تسهيل عمليات النقل داخل مكةالمكرمة فإنه يتطلب سرعة استكمال مسارات الطرق الدائرية القائمة، منها استكمال الضلعين الشمالي والغربي للطريق الدائري الأول بثلاثة مسارات في كل اتجاه ليساعد على خدمة المنطقة المركزية، إعادة توزيع الحركة المرورية على المحاور الإشعاعية توطئة لتحويل المنطقة داخل الدائري الأول للمشاة ،استكمال الضلع الغربي للطريق الدائري الثاني بثلاثة مسارات في كل اتجاه ليساعد على خدمة المنطقة المركزية وعلى امتداد حدود منطقة المشاة للدائري الأول إلى حدود الدائري الثاني في أوقات الذروة، استكمال الطريق الدائري الثالث بثلاثة مسارات في كل اتجاه واستكمال الطريق الدائري الرابع بثلاثة مسارات في كل اتجاه مع الاقتراح بإنشاء الطريق الدائري الخامس من ثلاثة مسارات في كل اتجاه ويكون مساره بالكامل خارج حدود الحرم. ولأهمية إيجاد مسار للنقل الإقليمي بين مدينة جدةومكةالمكرمة لمواجهة النمو المطرد في أحجام الحركة المرورية والرحلات اليومية اقترحت الدراسة إنشاء خط للسكك الحديد السريع بين جدةومكة مع إنشاء (3) محطات تبادلية على أطراف المدينة لخدمة حركة نقل الركاب بالحافلات بين المدن والسكك الحديدية الإقليمية تحدد مواقعها عند تقاطع الطريق الدائري الخامس مع مداخل الطرق الإقليمية الثلاثة طريق جدة، المدينة والسيل.وأوضحت الدراسة أن منظومة النقل بالسكك الحديدية الخفيفة المقترحة في إنشاء مسار دائري يمر بالجزيرة الوسطى للطريق الدائري الثالث ويتفرع من الخط الدائري أربعة مسارات إشعاعية لخدمة الامتدادات الجديدة للمدينة ولربط الخط الدائري الحضري بالخط الإقليمي من خلال محطات تبادلية في كل من الشميسي والشرائع وعرفات، وبينت الدراسة من خلال المقترح أن المسار الأول يربط بين محطة السكك الحديدية الإقليمية في منطقة الشميسى وحتى المحطة الرئيسية المقترحة بجبل عمر والمسار الثاني يتفرع من الخط الدائري ويمتد غربا ليرتبط بمحطة باب علي وشرقا إلى منطقة المشاعر المقدسة مرورا بطريق المشاة عبر محطة في شرق منى وأخرى شرق مشعر مزدلفة ثم يمتد لينتهي في عرفات من خلال محطتين، الأولى في مركز مشعر عرفات والثانية في الغرب منه، وتعمل كمحطة تبادلية بين الشبكة الإقليمية والحضرية والمسار الثالث يمتد شمالا حتى تقاطع طريق المدينة مع الطريق الدائري الخامس ويخدم الامتدادات العمرانية المقترحة باتجاه الشمال ومواقف حجز السيارات على مدخل طريق المدينة والمسار الرابع يمتد شرقا مع طريق السيل إلى الشرائع لخدمة الامتدادات العمرانية المقترحة وموقف حجز السيارات على المدخل الشرقي لمكةالمكرمة. من جانبه، أكد مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشي العتيبي، إن الطرق الدائرية الجديدة جار العمل فيها، وسوف تسهم وبشكل كبير في فك الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة المقدسة خلال أوقات المواسم المتمثلة في الحج والعمرة. وأوضح العقيد العتيبي، إن الطريقين الدائريين الثالث والرابع، لهما أهمية كبرى في تنظيم حركة المركبات والتنقل السريع لكافة جهات مكةالمكرمة وستربط كافة الجهات بعضها ببعض. مشيرا إلى أن «العمل يجري على إنهاء المشروعين خلال العامين القادمين، ليستفيد أهالي العاصمة المقدسة والزوار والمعتمرون والحجاج من تلك المشاريع الضخمة التي هيئتها الدولة». وبين مدير مرور العاصمة المقدسة، أن العمل الذي يجري في شتى المشاريع الخدمية في العاصمة المقدسة، سوف يتوقف في العشرين من الشهر الحالي استعدادا لبدء تطبيق خطة موسم الحج. لافتا إلى أن إدارته قامت بمخاطبة الشركات والمؤسسات المكلفة بتنفيذ كافة المشاريع في مكةالمكرمة بضرورة توقف العمل قبل الحج ب 10 أيام، استعدادا لتطبيق الخطط وفتح الطرقات أمام سيارات النقل والمركبات القادمة إلى مكةالمكرمة، إذ ستفتح طرق المشاعر في 25 من الشهر الجاري ليتسنى لسيارات الخدمات والمرافق الحكومية التنقل داخلها بكل يسر وسهولة. وأكد العقيد العتيبي، أن هناك مشاريع حيوية سيتم مواصلة العمل فيها خلال فترة الحج، «يعد مشروع تطوير الشامية وتوسعة الساحات الشرقية أحد أهم تلك المشروعات والعمل داخل المشروع سوف يستمر، وسيكون بلا تحركات لسيارات النقل الثقيل والمعدات داخل المنطقة المركزية».