عاد المؤشر العام لسوق الاسهم السعودية أمس إلى اختبار نقاط دعم سجلها في اليومين الماضيين، بعد أن عجز عن اختراق القمة الأولى التي أشرنا إليها في تحليل أمس والمحددة عند مستوى 6381 نقطة، ويعني عدم تجاوزها انتهاء الموجة الصاعدة، التي بدأت يوم الأحد الماضي، وحاجته إلى زخم أكثر وأقوى، ليتمكن من الوصول إلى مستوى 6453 نقطة على أبعد تقدير، وبعودته إلى الخلف، أصبحت جميع الاحتمالات واردة، فعلى المدى اليومي من المقرر إغلاق السوق اليوم أسبوعيا، والذي اعتاد أغلب المتعاملين معها، على توفير جزء من السيولة تحسبا لصدور أخبار سلبية أثناء الإجازة، ومن الإيجابية في هبوط الأمس، توفير فرص استثمارية جديدة، ومن المتوقع أن تشهد السوق اليوم مضاربة أكثر مخاطرة من الأيام السابقة، ولذلك تعتبر تعاملات اليوم استثنائية، حيث يعتبر من الأيام التي يعيد من خلاله المستثمرون ترتيب المحافظ من جديد، والصناديق الاستثمارية تسعى إلى تصحيح صورتها أمام عملائها. على صعيد التعاملات اليومية أنهى المؤشر العام تعاملاته أمس على تراجع بمقدار 88.66 نقطة أو ما يعادل 1.39 في المائة، ليقف عند مستوى 6283 نقطة، ويعتبر إغلاقا في المنطقة السلبية، وبحجم سيولة تجاوزت 5.6 مليار ريال وهذا يعتبر سلبيا، فمن الأفضل أن يتراجع حجم السيولة بالتزامن مع تراجع المؤشر العام، وبلغت كمية الأسهم المنفذة خلال الجلسة أكثر من 227 مليون سهم، جاءت موزعة على أكثر من 140 ألف صفقة يومية، وارتفعت أسعار أسهم 20 شركة وتراجعت أسعار أسهم 107 شركات من بين مجموع 133 شركة تداولت أسهمها خلال الفترة، وتراجعت جميع القطاعات ماعدا قطاع التأمين. وقد استهلت السوق تعاملاتها اليومية على تراجع بقيادة سهم سابك، حيث أمضى أغلب فترات الجلسة في مسار هابط، كاسرا خط 6331 نقطة، الذي يعتبر الخط الفاصل بين الإيجابية والسلبية على المدى اليومي، وسجلت أول قاع يومي عند مستوى 6287 نقطة، حيث لم يتبق لها رصيد سوى عشر نقاط عن الدخول في منطقة أكثر تعقيدا، وقبل الإغلاق بنصف ساعة شهدت ضغطا متواصلا ليسجل قاعا ثانيا عند مستوى 6281 نقطة، عن طريق سهم سابك من خلال العروض الكبيرة وإلغائها، فلذلك شهدت السوق هدوءا، وزادت تراجعات الأسواق العالمية والمجاورة من حالة التوتر والقلق لدى المضارب في السوق المحلية. من الناحية الفنية مازال المؤشر العام يدور في المنطقة المحيرة والممتدة ما بين 6220 إلى 6380 نقطة، والتي وصل إليها عن طريق عملية جني أرباح متوقعة وصحية، قادما من قمة 6578 نقطة، حيث مازالت الأسهم القيادية بعيدة نوعا ما عن عيون المضاربين اليوميين، فلذلك تقل أهمية متابعة المؤشر العام في مثل هذه الأوقات، فربما يكون اتخاذه للمسار الأفقي الذي يميل إلى الصعود هو الأقرب، في حين مازالت السيولة الاستثمارية لأسهم العوائد والقيادية تنتظر اقتراب إعلان نتائج الربع الأخير من العام الحالي 2009م، وكان من الواضح أن السوق تحتاج إلى محفزات كالأخبار الإيجابية، وكذلك تأثرها بالأسواق المالية العالمية الأخرى.