واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية في تعاملاته أمس رحلة الهبوط الأخيرة، كما توقعنا في التحليل اليومي، مواصلا بذلك الهبوط الذي بدأه من عند قمة 6578 نقطة، ليسجل أمس قاعا جديدا لهذه الرحلة عند مستوى 6237 نقطة، حيث فقد المؤشر العام خلالها ما يقارب 341 نقطة، كمقارنة بين أعلى قمة سجلها بتاريخ 25/10/2009م عند مستوى 6578 نقطة وأقل قاع سجله أمس عند مستوى 6237 نقطة، مقتربا من قاع 6220 نقطة، والذي أشرنا إليه في تحليلات سابقة على أنه من خطوط الدعم الرئيسية، وأن السوق تبحث عن قاع رئيسي أكثر من البحث عن قمة، لتغلق تعاملاتها اليومية على تراجع بمقدار 173 نقطة أو ما يعادل 2.69 في المائة، ليقف عند مستوى 6268 نقطة، وهو إغلاق يميل إلى الحيرة على المدى اليومي واللحظي، حيث مازالت هناك بوادر على مزيد من الهبوط ولكن بشكل أقل حدة، وبإمكان السوق تلافي هذه التراجعات، عن طريق إيقاف تراجع أسهم الشركات القيادية، وخاصة في الانسجام بين سهم سابك والراجحي، والثاني يأتي أكثر تأهيلا لقيادته في الأيام المقبلة وهو إغلاق شهري أيضا، ومن المتوقع أن تبدأ السوق في البحث عن الاستثمارية أكثر من المضاربة. على صعيد التعاملات اليومية افتتحت السوق جلستها اليومية على هبوط بشكل رأسي وعلى مدى 12 دقيقة سجل قاع 6243 نقطة الأمر الذي أجبر أغلب الأسهم على افتتاح أسعارها على فجوات سعرية إلى أسفل، ولكن بدون كميات بيع قوية، حيث شهدت السوق ارتدادات وهمية بعد أن وصلت إلى خطها المستهدف، وكانت السيولة تتدفق بشكل بطيء وهذا إيجابي على المدى القصير، مما يتيح للمتعلقين بتبديل الأسهم والمضاربة على الأسهم الجيدة، فالسوق حاليا تحاول ترتيب نفسها من جديد، حيث قادت الأسهم الاستثمارية حركة الهبوط الأخيرة، وبدأت المضاربة تنحصر في قطاع التأمين، حيث اتسم أداء السوق بالتذبذب الحاد نتيجة عدم استقرار أسعار الأسهم القيادية، حتى تساوت في لحظات كثيرة من الجلسة، السيولة الداخلة مع السيولة الخارجة، ما يعني أن هناك حالات انتظار، وربما للقرب من القاع الرئيسي دور في ذلك، إضافة إلى أن هناك أسهم شركات تسجل نسبا عليا وأخرى دنيا، ما يعني أن السوق تحتاج إلى التريث، وعدم الاستعجال، وقبل الإغلاق بنصف ساعة واجهت السوق ضغطا من الشركات القيادية، وبالذات سابك الذي أجبر المؤشر العام على تسجيل قاع يومي ثان عند مستوى 6537 نقطة، ونفذ السهم على سعر 78.75 ريال وسهم الراجحي على 73.50 ريال، والاتصالات على سعر 45.80 ريال، وقد تجاوز حجم السيولة اليومية خمسة مليارات، ويعتبر إيجابيا، وبلغت كمية الأسهم المنفذة نحو 208 ملايين سهم، توزعت على ما يقارب 140 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 13 شركة وتراجعت أسعار أسهم 120 شركة من بين مجموع 133 شركة تداولت أسهمها خلال الجلسة، ويعتبر تراجع أسعار النفط وبعض الأسواق العالمية من أبرز العوامل التي ألقت بظلالها على السوق المحلية، حيث عادت إلى الارتباط مع الأسواق العالمية.