امتنع موظفون في أمانة المدينةالمنورة أمس عن العمل، معترضين على قرار أصدره أمين المنطقة المهندس عبد العزيز الحصين مطلع الأسبوع الجاري، بإلزام الموظفين بحمل بطاقة العمل أثناء الدوام واعتماد نظام البصمة في الدخول والخروج، لضبط عملية خروج الموظفين وتركهم لأعمالهم أثناء الدوام الرسمي بحجة المدارس وغيرها، ما يؤثر سلبا على سير العمل ويسهم في تعطيل معاملات المواطنين. لكن عددا من موظفي الأمانة ردوا على القرار بالإحجام عن العمل، ولجأ بعضهم إلى توزيع أوراق داخل مبنى الأمانة، تحث، في مضمونها، زملاءهم الامتناع عن العمل صباح اليوم التالي، ما خلق حالة من التوتر تدخلت على إثرها الأجهزة الأمنية منذ ساعات الصباح الأولى، وشوهد مدير شرطة المنطقة اللواء عوض السرحاني في الميدان. وفي إتصال هاتفي مع «عكاظ»، وصف مدير عام فرع وزارة الخدمة المدنية في منطقة المدينةالمنورة محمد سليمان بن حسان الحادثة، إنها غريبة وغير مسبوقة على مستوى الإدارات الحكومية في مناطق المملكة، واعتبر ذلك مخالفة إدارية وتمردا، وقال، «لا يجوز للموظفين الامتناع عن العمل لأي سبب أو مبرر دون عذر مشروع، وهذا يعد إخلالا بواجبات الوظيفة يعاقب عليها الموظف تأديبيا». وأضاف، إن التجمع أمام مقر العمل يعد إخلالا بالأمن العام للمجتمع، وقد يثير كوامن الفتنة، وهو تجاوز واضح، وفقا للأنظمة واللوائح المعمول بها في وزارة الخدمة المدنية، وقد يقع ضمن اختصاصات جهات أخرى. من جهته، أكد مدير العلاقات العامة في أمانة منطقة المدينةالمنورة خالد متعب، على نظامية الإجراء الذي اتخذته الأمانة، وقال إنه إجراء معمول به في جهات حكومية أخرى. وحول اعتراض الموظفين على القرار، قال «باب الأمين مفتوح للجميع، وكان من الواجب عليهم التنسيق مع رؤسائهم بدلا من التجمهر في الشارع والاعتراض والامتناع عن العمل»، ولفت إلى أن نظام البصمة ليس جديدا في الأمانة، حيث أن العمل به جار منذ فترة زمنية سابقة. والتقت «عكاظ» بعدد من الموظفين المعترضين على قرار الأمين، وأكدوا أن اعتراضهم ليس على الدوام، وإنما على معاملة الإدارة التي تشبه في طريقتها معاملة طلاب الابتدائية بحسب تعبيرهم «تفرض علينا إثبات الحضور والانصراف عبر البصمة التي يعدها الأطباء من نواقل المرض»، وأشاروا إلى أن عملية التبصيم تصل إلى خمس مرات في اليوم الواحد، «لدرجة أنه يتم تبصيمنا عند ذهابنا إلى الكافتيريا المجاورة للمبنى». وقال موظف فضل عدم الكشف عن اسمه ، إن الإدارة اتخذت هذا القرار دون سابق إنذار قبل أن تعممه على الموظفين، وأشار إلى أن بعض الموظفين كانوا في إجازة وعند عودتهم إلى مقر العمل تفاجأوا بحراس الأمن يمنعونهم من الدخول. وتحفظ موظفو الأمانة المعترضون على بعض قرارات إدارتهم ووصفوها ب «الارتجالية». على صعيد آخر، طالب مدير عام الشؤون الصحية في المدينةالمنورة الدكتور خالد ياسين، بإلغاء أنظمة البصمة في الإدارات والشركات لتصنيفها من نواقل المرض، ودعا إلى ضرورة وجود معقمات عند أجهزة البصمة، رغم أن الأولى تركها وتجنب اعتمادها في حضور وانصراف الموظفين.