إسلام آباد - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 34 شخصاً على الأقل وجرح 32 آخرون بينهم لواء في الجيش شخصت اصابته بأنها خطرة في هجوم نفذه انتحاري استقل دراجة نارية مفخخة فجرها امام مجمع تجاري يضم فندق «شاليمار» ومصرفاً في مدينة روالبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد وأوضحت الشرطة أن الانفجار حصل لدى وقوف عدد كبير من الناس في صف امام المصرف بانتظار استلام رواتبهم وأجور التقاعد، مشيرة إلى العثور في موقع الاعتداء على أشلاء المفجر ورأسه وسترة ناسفة ارتداها. وأعلنت ان قوة الانفجار الحقت أضراراً بالغة بسيارات مركونة في محيط المنطقة المستهدفة التي تبعد 450 متراً من المقر الرئيسي للجيش الباكستاني الذي شهد هجوماً عنيفاً الشهر الماضي، تلته عملية خطف لرهائن استمرت نحو 24 ساعة ونفذته مجموعة مؤلفة من 10 متطرفين. وقتل 23 شخصاً بينهم 3 رهائن في الهجوم الذي احرج السلطات بسبب الثغرات الأمنية الكبيرة. وبعد ساعات على انفجار روالبندي، فجر انتحاريان نفسيهما امام حاجز تفتيش للشرطة اقيم على جسر بابو سابو الذي يشكل احد مداخل مدينة لاهور الثانية الأكبر في باكستان، ما ادى الى مقتل ثلاثة شرطيين وجرح اربعة مدنيين. وكان اربعون شخصاً على الأقل سقطوا في سلسلة هجمات استهدفت مقار امنية في لاهور في 15 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. ويستغرب سكان لاهور، العاصمة الثقافية للبلاد والتي تشتهر بالنخبة العلمانية فيها، كيف يستطيع مسلحون التسلل الى عمق مناطقها وبسهولة كبيرة من مخابئهم في منطقة القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان. وتشهد باكستان منذ اكثر من سنتين موجة اعتداءات دامية نفذ غالبيتها انتحاريون من حركة «طالبان»، وأدت الى مقتل حوالى 2400 شخص. في غضون ذلك، قررت الأممالمتحدة سحب موظفيها الأجانب فوراً من مناطق القبائل شمال غربي باكستان، بسبب تدهور الوضع الأمني فيها. وأعلنت الناطقة باسم الأممالمتحدة في باكستان عشرت رضوي: «سينقل الأشخاص المعنيين الى اماكن اخرى على الفور»، من دون تحديد عددهم الذي ليس كبيراً عموماً وفي 21 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، اغلق برنامج الأغذية العالمي في الأممالمتحدة مراكز توزيع المساعدات الغذائية التي تدعم اكثر من مليوني شخص في شمال غربي باكستان، بسبب التهديدات الموجهة الى موظفيها. كما قتل خمسة موظفين في الأمم في عملية انتحارية استهدفت مقر المنظمة في اسلام آباد في 5 تشرين الأول. وقتل الأربعاء الماضي 134 شخصاً او اعتبروا في عداد المفقودين اثر انفجار سيارة مفخخة في سوق في بيشاور، عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، في ثاني اكبر اعتداء في تاريخ باكستان. على صعيد آخر، اعلن الجيش سقوط 8 مسلحين واثنين من جنوده في العملية العسكرية المتواصلة ضد «طالبان» منذ 17 تشرين الأول الماضي في إقليمجنوب وزيرستان (شمال غرب) والتي يشارك فيها حوالى 30 ألف جندي. وأشارت مصادر أمنية الى أن عملية التطهير والتفتيش في منطقة شاكي كانيغورام بدأت، وأن 50 في المئة منها اخليت من مسلحي «طالبان»، وجرى تفجير معقلين لهم، بعد ضبط متفجرات وقنابل وذخائر ومركز للعمليات الطبية مجهز بمعدات روسية. ورصدت السلطات مكافآت بقيمة خمسة ملايين دولار في مقابل توفير معلومات تؤدي الى اعتقال زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود و18 من قادة الحركة «احياء او امواتاً». وأفاد اعلان نشرته صحيفة «ذي نيوز» ومحطات تلفزيون: ان «نشاطات هؤلاء الأشخاص الذين لا يهابون الله تسيء ليس فقط الى سمعة قبيلة محسود لكن لكل القبائل، كما تشوه صورة باكستان في العالم». وتابع: «يجب ان يعاقب هؤلاء الأشخاص بشكل عادل بالتأكيد. انهم قتلة للبشرية، ساعدوا حكومة باكستان على القضاء عليهم». وبلغت قيمة الجائزة المالية الأكبر حوالى 600 الف دولار عرضت لاعتقال حكيم الله محسود، وولي الرحمن محسود زعيم فصيل بيت الله محسود في جنوب وزيرستان، وقاري حسين محسود احد القادة في مسقط رأس محسود ببلدة كوتكاي.