قتل 34 شخصاً على الأقل بينهم ضباط في الجيش واجهزة الأمن، في هجوم انتحاري استهدف مصرفاً في مدينة راولبندي المجاورة لإسلام آباد لدى تسلم العسكريين رواتبهم منه. وتعرض مركز تفتيش للجيش في لاهور لهجوم انتحاري مزدوج، أسفر عن سقوط ثلاثة من رجال الأمن. وجاء الهجومان في الوقت الذي تتواصل عمليات الجيش ضد مسلحي «طالبان باكستان» منذ 17 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، في معقلهم في اقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب)، في وقت أعلنت القيادة العسكرية ان قواتها وصلت إلى مشارف بلدتي كانيغرام وكارما حالياً، بعد فرار مسلحي الحركة منهما. وفي راولبندي، أعلنت الشرطة أن انتحارياً استقل دراجة نارية، اقتحم طابوراً طويلاً اصطف فيه عشرات من الجنود والعاملين في أجهزة الأمن أمام المصرف الواقع في المجمع التجاري لفندق «شاليمار» الذي يبعد أقل من كيلومتر عن مقر قيادة الجيش في المدينة، علماً أن هذا المقر اقتحمه عشرة من مسلحي «طالبان» الشهر الماضي، وقتلوا 23 شخصاً داخله بينهم عسكريون. وبعد ساعات على هجوم راولبندي، فجّر انتحاريان شحنتين ناسفتين في حوزتهما، أمام حاجز تفتيش أقامته الشرطة على جسر بابو سابو الذي يشكل أحد مداخل لاهور المدينة الثانية في باكستان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وجرح أربعة مدنيين. في موازاة ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش الجنرال أطهر عباس أن القوات النظامية باشرت تطهير بلدتي كانيغرام وكارما من الألغام «بعدما تركها مسلحو طالبان»، علماً أن كانيغرام تعتبر مهمة بالنسبة إلى الجيش باعتبارها مثلت قاعدة للمقاتلين الأوزبك في الإقليم. وينتمي هؤلاء المقاتلين إلى «الحركة الإسلامية الأوزبكية» التي قادها طاهر يالداشيف قبل اغتياله بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع أميركية من دون طيار على مخبئه في منطقة القبائل الباكستانية في أيلول (سبتمبر) الماضي. وأشار بيان للجيش إلى مقتل 12 من «طالبان» في كانيغرام ومصادرة خمس شاحنات احتوت متفجرات ومواد كيماوية وأسلحة «مصنعة في الهند». وأفادت قيادة الجيش بأن «العمليات في جنوب وزيرستان ستتواصل إلى ما بعد منتصف كانون الأول (ديسمبر) المقبل»، ما يؤكد مواجهة الجيش مقاومة عنيفة من المتشددين الذين يشنون حرب عصابات على جنوده. ورصدت السلطات مكافآت قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود و18 من قادة الحركة «أحياء أو أمواتاً». وبلغت قيمة الجائزة المالية الأكبر نحو 600 ألف دولار عرضت لاعتقال حكيم الله محسود، وولي الرحمن محسود زعيم فصيل بيت الله محسود في جنوب وزيرستان، وقاري حسين محسود أحد القادة في مسقط رأس محسود في بلدة كوتكاي. في غضون ذلك، تفاقمت أزمة أكثر من ثلاثين ألف عائلة نزحت من جنوب وزيرستان، بعدما منعت السلطات أي جهة محلية أو أجنبية من تقديم المساعدة إليهم بحجة خطورة المنطقة وحساسيتها.