بيشاور، لاهور (باكستان) - ا ف ب - قتل ثمانية اشخاص على الاقل الخميس في اعتداء انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مركزا للشرطة في شمال غرب باكستان, في اطار موجة اعتداءات مماثلة ينفذها عموما عناصر حركة طالبان المرتبطين بتنظيم القاعدة, على ما اعلنت الشرطة. وتقف حركة طالبان باكستان وراء موجة غير مسبوقة من الاعتداءات اغلبها عن طريق انتحاريين خلفت اكثر من 2250 قتيلا في البلاد منذ اكثر من عامين. ووقع هجوم اليوم الخميس في كوهات غير بعيد من المناطق القبلية شمال غرب باكستان المحاذية لافغانستان ومعقل المقاتلين الاسلاميين. وقال فضل نعمان ضابط الشرطة في كوهات في اتصال هاتفي "قتل ثمانية اشخاص بينهم مدنيون حين انفجرت سيارة مفخخة امام مخفر للشرطة". واضاف ديلاوار خان بانغاش قائد شرطة اقليم كوهات "انه اعتداء انتحاري قتل ثمانية اشخاص على الاقل وهناك الكثير من الجرحى". من جهة ثانية، قتل خمسة اشخاص على الاقل بينهم ثلاثة شرطيين في هجمات شبه متزامنة شنها مسلحون صباح الخميس على ثلاثة مراكز للشرطة في لاهور شرق باكستان, على ما افادت الشرطة. وكان الضابط في الشرطة محمد ياسين اعلن لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان اربعة الى خمسة مسلحين هاجموا صباحا مقر الشرطة الجنائية في لاهور. وقال "تمكن اثنان أو ثلاثة من دخول المبنى حيث يعمل ضباط في الشرطة وموظفون مدنيون" مشيرا الى امكانية احتجاز رهائن. وقال الضابط في الشرطة حيدر اشرف متحدثا لشبكة "جيو" التلفزيونية الخاصة ان "الشرطة استعادت السيطرة على المبنى وانتهت العملية بمقتل خمسة اشخاص بينهم ثلاثة شرطيين". غير ان الهجومين الاخرين كانا لا يزالان مستمرين قبيل الظهر. وقال الضابط في الشرطة كمران احمد "هاجمت مجموعات مسلحة عدة مركزي تدريب للشرطة وحاولت اقتحامه". واضاف "لدينا ثلاثة هجمات شبه متزامنة على منشآت للشرطة في لاهور". واكد عدد من ضباط الامن هذه الهجمات لوكالة فرانس برس طالبين عدم كشف اسماءهم. ويذكر ان الهجوم لاانتحاري، هو رابع اعتداء مدمر في غضون عشرة ايام ويأتي اثر هجوم جريء السبت والاحد نفذه كومندس من 10 طالبان تنكروا في لباس جنود, على المقر العام للجيش الباكستاني في روالبندي بضواحي اسلام اباد. وتلت هذا الهجوم عملية احتجاز رهائن طويلة احتجز خلالها خمسة من عناصر طالبان في مبنى في مقر قيادة الجيش 42 عسكريا بينهم ضباط رفيعو المستوى وموظفون مدنيون يعملون لحساب الجيش. وبعد 22 ساعة انهت القوات الخاصة الباكستانية العملية بحصيلة ثقيلة تمثلت في مقتل ثمانية عسكريين بينهم جنرال وثلاثة رهائن وتسعة من المهاجمين. وحركة طالبان باكستان التي تبنت معظم الاعتداءات الدامية منذ اكثر من عامين في باكستان, نفذت هذا الهجوم انتقاما لمقتل قائدها ومؤسسها بيت الله محسود في الخامس من آب/اغسطس في احدى الضربات الصاروخية العديدة التي تنفذها طائرات بدون طيار تابعة للجيش الاميركي انطلاقا من افغانستان المجاورة وتستهدف بانتظام المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان. وفي الخامس من تشرين الاول/اكتوبر قتل انتحاري يرتدي لباسا عسكريا خمسة من موظفي الاممالمتحدة في مكاتبهم الشديدة التحصين في اسلام اباد. والجمعة فجر انتحاري سيارة مفخخة في سوق مزدحم في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان ما اوقع 52 قتيلا. والاثنين تسبب اعتداء آخر على قافلة عسكرية في مقتل 45 شخصا في سوق آخر في المنطقة ذاتها.