الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة ولاشك أنه توجه للخالق عز وجل وطلباً للقبول والمغفرة وأن من أراد الحج وسهل المولى جلت قدرته له الدخول في النسك لزمه الامتثال لأمره جل وعلا حيث قال جل من قائل في محكم التنزيل (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).. ومن خلال الآية الكريمة نجدها أنها تتضمن النهي الصريح عن كل ما يعكر صفو هذا الركن من سباب ورفع صوت ورفع شعارات وقول فاحش .. الخ من ما يسيء لهذه الفريضة ومن خلال ذلك فإن الخروج عما أراد الله هو محرم شرعاً ، وإن استغلال هذه الفريضة لأمور سياسية أو طائفية لا يجوز شرعاً وذلك لأن الحج عبادة وتقرباً إلى المولى جلت قدرته وليس فيه مجال لأي دعاية أو تحريض ولا يجوز كذلك القيام بأي تصرفات تتنافى مع احترام حرمة الأماكن المقدسة ، وأن هذه الفريضة تؤدي للتقرب إلى الواحد الدّيان يؤديها كافة المسلمين على صعيد واحد من مختلف أرجاء المعمورة فلا يصح أن يتم العبث أو الاستهانة أو تعكير صفو ضيوف الرحمن في بيته الحرام وفي مسجد رسوله الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ، فالأجدر أن تكون هناك محبة وتعاطف ويكون هناك تعاون وثيق على انجاح هذه الفريضة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ويجب عدم العبث أو المس بهذه الفريضة الدينية الروحية العظيمة فهي عبادة خالصة للمولى جلت قدرته. وإن الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين جهود كبيرة وعظيمة من أجل انجاح أمن وسلامة وراحة حجاج بيت الله العتيق ، فولاة الأمر - حفظهم الله - يبذلون جهوداً كبيرة في كل عام باضعاف مضاعفة ويقيمون المشروعات الضخمة التي نشاهدها في كل يوم وفي كل عام سواء في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة أو المشاعر المقدسة وغيرها من المشاريع العملاقة التي ساهمت في تسهيل وتذليل أي معوقات قد تصادف حجاج بيت الله الحرام وبذلت في ذلك المليارات من الريالات ابتغاء وجه الله عز وجل ، إن المملكة قيادة وشعباً قد شرفها الله عز وجل بأن تكون خادمة للحرمين الشريفين الملقاة على عاتقهم حيال تشرفهم بهذه الرسالة السامية التي اختصهم الله بها. ومن هنا يجب ابعاد ضيوف الرحمن عن كل ما ينافي هذه الفريضة ولا يجوز تعريض حياة ملايين المسلمين لأعمال لا تحمد عقباها ودعوات لا تمت إلى الإسلام بصلة على الاطلاق .. لأن الحج هو عبادة التجرّد من كل متاع الدنيا الفانية حيث تتجلى الوحدة والتلاحم وتختفي الفوارق فالكل سواسية في لباس واحد ودعاء واحد وتلبية واحدة وهدف واحد ، لأن تسييس هذه الفريضة المباركة ضرب لكل القيم والمبادئ والمعاني الجميلة والإيمانية العظيمة. فيا حجاج بيت الله اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واجتهدوا في أداء النسك كما أمركم المولى عز وجل وعلى كل حاج أن يرشد أخاه المسلم بما لديه من العلم ويوجهه إلى الخير ويعينه عليه وأسأله جل وعلا أن يتقبل من الجميع حجهم وسعيهم وأن يكتب لهم القبول ولحكومتنا الرشيدة التوفيق والسداد والله من وراء القصد. همسة: قال صلى الله عليه وسلم: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.