منذ اللحظة الأولى لقيام ما يسمونه الثورة الإسلامية في إيران، وإيران تقوم بهجمة سياسية حاقدة على العالم العربي والإسلامي، وجميع الحروب التي حدثت في المنطقة والمآسي التي عانى منها العالم العربي والإسلامي والمجازر التي عمت العراق وباكستان وافغانستان والآن اليمن، كل هذه المجازر وقف ويقف وراءها طموح إيران وهواجس إيران المذهبية وتطلعات إيران إلى إيجاد دور لها في المنطقة بالقوة، حتى العبادات استغلتها إيران لتحقيق أغراضها حتى فلسطين والمقدسات في فلسطين استغلتها إيران لتحقيق أحلامها السوداء في هذه المنطقة. الحج وهو عبادة خاصة يفترض فيها تفرغ الإنسان المسلم إلى توحيد الله، وإعلان الولاء له وحده، استغلت إيران موسم الحج لتخرج بمظاهرات في أيام الحج ولتبث الشغب والاضطراب بين حجاج بيت الله الحرام. المؤمنون وهم يتوجهون إلى مكةالمكرمة يخلعون ثيابهم العادية ويلبسون ثياب الإحرام قبل أن يصلوا إلى مكة، فهناك مواقيت للإحرام حسب كل بلد من بلدان العالم، يحرم منها الحاج وينوي التفرغ لعبادة الله وحده لا يشرك معه أحدا ويقول: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك». ولكن إيران تصمم على فرض سياستها المذهبية والقومية على حجاج بيت الله الحرام، فتدخل حجاجها في «شبهة الشرك» عندما تفرض عليهم القيام بمظاهرات أثناء تأدية الفريضة. من هنا كان نداء الملك عبد الله بن عبد العزيز لإيران ألا تُدخل السياسة في الحج. هذا انحراف في العبادة عن هدفها الحقيقي، وهذا تحد للسلطات الأمنية في المملكة، وهذا فيه إثارة للفتنة الدينية والفتنة المذهبية والفتنة السياسية. إلى الآن، ورغم كل أخطاء إيران وتصرفاتها التي تهدد أمن المنطقة بأكملها لم تتصرف السعودية معها إلا التصرف العاقل الحكيم ولم تفرط في أمن إيران ووقفت ضد أي اعتداء على إيران واستضافت قياداتها وكانت مثالا للدولة الإسلامية التي تحرص على العلاقات الطيبة مع إيران. فلماذا لا ترد إيران التحية بمثلها؟ ولماذا لا تلتزم إيران بالأخلاق الإسلامية فتعامل المملكة كما تعاملها؟ ولماذا تصر على الخطأ وهي تعلم أنه خطأ؟ العالم العربي بأكمله يشعر أن إيران تتدخل في شؤونه الداخلية، وأن إيران تهدد أمن الدول العربية وكأنها تقحم نفسها في لعبة «نشر التشيع» في الدول السنية، وهذا يسبب إزعاجا كبيرا للعالم العربي. اليست كل هذه الأمور تؤدي إلى فتنة لا تبقي ولا تذر؟ على الحجاج الإيرانيين أن يلتزموا القوانين التي تحافظ على أمن حجاج بيت الله الحرام جميعا، وإلا كانت مفارقة للجماعة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من فارق الجماعة قيد شبر فقد خرج من ربقة الإسلام». * مفتي جبل لبنان