واصل المؤشر العام لسوق الأسهم المحلية رحلة الهبوط الأخيرة من عند مستوى 6578 نقطة كأعلى قمة يسجلها منذ انطلاقته من عند مستويات 5530 نقطة حتى أغلق في الجلسة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي على تراجع، وبعد أن سجل أقل قاع عند مستوى 6431 نقطة وليصل إجمالي ما خسره على مدى ثلاث جلسات متتالية ما يقارب 122 نقطة، بعد أن تمكن من تثبيت أقدامه فوق حاجز 6512 نقطة، وكانت رحلة العودة تتم بشكل تدريجي حتى أغلق في الجلسة الأخيرة عند مستويات 6441 نقطة لتتراجع مكاسبه إلى 1638 نقطة أو ما يعادل 34 في المائة مقارنة ببداية العام، في حين سجلت السيولة قمة عند مستويات 8.3 مليار، وما زالت تبحث عن قاع لها ما بين أربعة إلى خمسة مليارات. جاء هذا التراجع كإجراء متوقع وطبيعي وصحي في نفس الوقت، نتيجة تضخم المؤشرات في الأسهم الثقيلة بالذات بعد سيطرة الصناديق الاستثمارية عليها، وكذلك غياب المحفزات الحقيقية للسوق في الفترة الحالية باستثناء إعلان نتائج الشركات المالية للربع الأخير والسنوي، والتي دخلت معها السوق في سباق فقد على أثرها المؤشر العام سطوته على أسعار الشركات وسبب تمردا في أسهم الشركات الصغيرة عليه في الجلسات الأخيرة، مما يعني أن السيولة الاستثمارية ستبدأ في البحث عن الأسهم ذات المحفزات والأرباح مع موعد اقتراب إعلان الربع الرابع والأخير للعام الحالي 2009م، بهدف الحصول على المنح والتوزيعات النقدية، وكذلك يعني أن ما يجري حاليا عبارة عن مضاربة بحتة، ويتضح استمرار ذلك من خلال ارتفاع أو تراجع أحجام وكمية الأسهم المنفذة على السهم مقارنة بسعره في الفترة السابقة، فكلما ارتفعت الكميات وسعر السهم لم يتحرك أو لم يأخذ فرصته في الصعود مع بداية الارتفاع الأخير، يعني أنه يميل إلى التجميع والعكس كلما ارتفعت الكميات والسهم أخذ فرصته في الارتفاع الأخير بأكثر من 40 في المائة فإنه يعني تصريفا احترافيا، حيث أصبح أمام المؤشر العام خطوط دعم رئيسية من أبرزها خط 6360 ثم 6333 يليه 6220 نقطة وجميعها تقع داخل مسار يمتد ما بين 6140 إلى 6512 نقطة، فلذلك من الإيجابية أن يعود اليوم فوق مستويات 6512 نقطة كمضاربة، فالسوق تميل إلى مزيد من الهبوط اليوم يقابله ارتدادات متتالية عبارة عن ارتداد وهمي الهدف منه تجديد وترتيب المحافظ الاستثمارية من جديد، واستغلال حالات الارتفاع التي كانت عليها بعض الأسواق العالمية وتوقفها في اليومين المقبلين بسبب الإجازة الأسبوعية لها، ولكن تبقى السوق المحلية لها أدواتها الشخصية التي تلعب عليها ومنها تراجع أسهم الشركات القيادية وإغلاقها في الجلسة الأخيرة على أسعار دعم جيدة، مما يعني وجود مساحة للارتفاع والهبوط خلال الجلسة الواحدة وتذبذب، حيث سيكون للأخبار وبشقيها السلبي والإيجابي دور في اتجاه السوق ولكن بشكل سريع ومفعول أقل. من المنتظر أن تدخل السوق اليوم تعاملاتها وهي تمتلك خط ارتكاز عند مستوى 6470 نقطة مع ملاحظة أن الإغلاق كان أقل منها، مما يعني أنه من الأفضل التريث في الدخول، ومن الأفضل أن يفتتح المؤشر تعاملاته على تراجع، ويملك خط مقاومة أولى عند مستوى 6512 نقطة، ثم خطا ثانيا عند مستوى 6579 نقطة، وثالثا عند مستوى 5619 نقطة.. ويمتلك خط دعم أول عند مستوى 6401 نقطة، وثانيا عند مستوى 6361 نقطة، وثالثا عند مستوى 6292 نقطة، مع ملاحظة أن المؤشر يبحث عن قاع رئيسي أكثر من البحث عن قمة، وذلك بالانسجام مع حركة السيولة اليومية التي هي الأخرى تبحث عن قاع لها.