تعرفت على فتاة عن طريق الإنترنت منذ ما يقارب العامين، وكانت علاقتي معها كلها مودة واحتراما وبريئة لم أتلفظ يوما بكلام غرام أو حب، ومع مرور الأيام وجدت نفسي متعلقا بها وأفصحت لها عن مشاعري وإعجابي بأخلاقها، وبعد السؤال عنها وعن أهلها تبين لي أنهم أصحاب أخلاق كريمة ونبيلة فصارحتها برغبتي في الزواج منها ووافقت بشرط أن أتقدم لها وفق العادات والتقاليد. وحين أخبرت أهلي بأني أنوي الزواج منها عارضوني وأخبرني أبي بأنه قد تكلم مع أحد أقاربه وطلب ابنته لي وتوعدني بأني إن خرجت عن رغبته فسوف يغضب علي ولن يسامحني مدى الحياة. ورضخت للواقع، وكانت هذه غلطتي الكبيرة وبالفعل تزوجت ممن خطبها أبي لي. مشكلتي أنني لا أستطيع أن أبعد تلك الفتاة عن مخيلتي فكل يوم أذكرها في نفسي وفي أحلامي ولا أستطيع أن أتخيل أني متزوج من فتاة غيرها للحد الذي أنادي زوجتي باسمها في بعض الأحيان، والآن أريد أن أنساها وأن أعيش حياتي ولكن أجد صعوبة، أرجو أن تجد لي حلا لمعاناتي التي أصبحت تهدد حياتي وتشتت تفكيري. المحتار أ حل مشكلتك عندك وليس عندي، فأنت تحتاج أن تفكر في المسألة بطريقة جديدة، لأنك تكرر الخطأ الذي وقعت به في المرة الأولى، والواضح أنك نسيت أن تلك الفتاة إنسانة لها مشاعر ويقينا تعلقت بك كما تعلقت بها أنت. صحيح أنك سلكت الطريق الصحيح الذي يسلكه الشاب الصادق نحو من يحب وهو طرق باب أهلها إلا أنك لم تستطع المشي في الطريق حتى نهايته فقد اصطدمت بموقف أبيك الرافض لطريقة زواجك تلك. ولكن ألا تعتقد معي بأن من تزوجتها ليس لها ذنب في برود مشاعرك نحوها؟ ألا تعتقد معي بأنك لا تعرف بالضبط كيف ستكون حياتك مع الفتاة الأولى لو تزوجتها وأهلك رافضون لها وأنت الشاب الذي يرتبط بأهله ويهمه أن تبقى العلاقة معهم جيدة بغض النظر عن طبيعة أهلك؟ ألا تعتقد معي بأن الوقت قد تأخر كثيرا على التفكير بالأولى على ضوء زواجك من الفتاة التي اختارها أبوك لك، مع يقيني أن اختيار الأهل ليس دائما صائبا، لاسيما وأنك وكما تقول أن الفتاة الأولى تعود لبيت من أهل الخلق الكريم والنبيل، وإذا كنت لم تستطع أن تدافع عن وجهة نظرك وموقفك فكيف ستستطيع أن تخرج من زيجتك وزوجتك؟ نصيحتي لك أن تقطع الاتصال بالفتاة الأولى تماما فكلما تحدثت إليها أوقدت نار المشاعر لديك ولديها، غير شريحة جوالك وابدأ بالبحث عن إيجابيات زوجتك وعش معها أطول فترة ممكنة وتذكر أننا جميعا لا نعرف الخير أين يكون فلربما كان زواجك ممن تعتقد أنك تحبها يفتح عليك الباب على مصراعيه على جوانب من شخصيتها قد لا تحتملها ولا تعجبك. حاول الابتعاد عن طريق الأولى واقطع صلتك بها تماما والزمن كفيل إذا ركزت على إيجابيات زوجتك بأن يخفف من مشاعرك نحو تلك الفتاة لا سيما إذا وضعت في اعتبارك أن زوجتك ليس لها ذنب وأنه ليس من حقك أن تداوي جرحك وتفتح جرحا في نفسها فهي لم تخترك وإنما أهلك الذين اختاروها وأنت وافقت على ذلك.