قبل ستة عشر عاما زرت بصحبة الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي والأخ علي البويدي.... مدير إدارة التعاون بالرابطة جزر المالديف لتهنئة الرئيس المالديفي السابق مأمون عبد القيوم بمناسبة إعادة انتخابه للمرة الخامسة رئيسا لتلك الدولة الصغيرة المكونة من مائتي جزيرة تنام في أحضان المحيط الهندي، وقد فهمت خلال تلك الزيارة من أحد السفراء الخليجيين العاملين في الهند وهو سفير غير مقيم لدولته في المالديف،أنها مرشحة للغرق في البحر بسبب الاحتباس الحراري الذي أدى إلى ذوبان الجليد تدريجيا في القطب الجنوبي للأرض وأكد لي تلك المعلومات بعض الوزراء المالديفيين الذين أشاروا إلى أن بعض الجزر التابعة لدولتهم وهي جزر غير مسكونة، أخذت تختفي تحت مياه البحر وإن المخاوف من أن يطال الغرق الجزر الكبرى المسكونة ومنها العاصمة ماليه والجزيرة السياحية «فل مون» أي القمر الكامل والجزيرة الثالثة التي حولت بكاملها إلى مطار دولي بعد دفن جزء من مياه البحر المحيطة بها، وإنه لو حصل ذلك فسوف يصبح الشعب المالديفي الذي لا يزيد عدده عن ربع مليون نسمة شعبا بلا أرض أو مجموعة من اللاجئين هذا إن بقي منه أحد على قيد الحياة بعد غرق الجزر التي يعيشون فيها وابتلاع المحيط لها لتصبح جزءاً من شعابه المرجانية! وقد أعادني إلى ما سبق لي الاطلاع عليه خلال تلك الزيارة تحقيق صحفي طريف نشرته جريدة «عكاظ» قبل فترة، يتضمن قيام الحكومة المالديفية الاجتماع بهيئتها الكاملة وبحضور رئيس الدولة «تحت الماء» بعد أن ارتدى الوزراء جميعا أجهزة الغوص، في رسالة إلى العالم ومنظماته بأن يدركوا شعب المالديف قبل أن يغرق كله تحت الماء ويبدأ في ترديد ما قاله نزار قباني رمزاً، إني أغرق أغرق.. أغرق، ولكن غرقهم سيكون غرقا حقيقيا لا يتحمله خيال شاعر رومانسي من الذين يقولون ما لا يفعلون! لقد أراد الوزارء المالديفيون تنبيه العالم إلى محنة شعبهم المتوقع حصولها قريبا، ولكن هذا العالم الذي لم يزل يناقش مأساة الاحتباس الحراري في قممه السياسية والبيئية لا يبدو أنه على استعداد لمعالجة تلك المأساة ولذلك فإن آثار الاحتباس ستطال الحياة على الأرض وليس جزر المالديف فحسب لأن مصالح الأقوياء لديهم أهم من حياة الضعفاء! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة