من وجهة نظر اجتماعية، تحدثت الكاتبة والإعلامية حليمة مظفر قائلة: لا شك أن فتوى الدكتور سلمان العودة لها أهميتها الكبيرة في مجتمع ما زال يحصر شرف الفتاة بغشاء خلقه الله تعالى بأنواع متعددة، وفي حالات قليلة لا يخلق معها أيضا؛ ويعتبره دليل عذريتها، بينما ضمير الفتاة وأخلاقها هو ما يشكل عذريتها وعفتها، وبالتأكيد هذه الفتوى تكتسب أهميتها كونها صدرت من شخص بحجم الدكتور سلمان العودة، وهي ذات فائدة اجتماعية كبيرة، فهناك فتيات يفقدن هذا الغشاء في حادث مروري وما شابه ذلك، وهؤلاء لا ذنب لهن أن لا يتزوجن لأنه لا يوجد رجل من مجتمعهن سيتفهم ذلك الحادث الذي حصل لها، وإن تفهم فشيء ما سيكون مكسورا في نفسه وسيعميه الشيطان بالشك، ولهذا تأتي هذه العملية من الضرورة أن تجرى لهن، كما أن هناك فتيات للأسف الشديد فقدنه في لحظة طيش بسبب ذئب وشيطان بشري سلبها عذريتها، بعد أن يفقدها وعيها ربما بمخدر وربما اغتصاب وربما بزعم الزواج منها مستقبلا، ولا شك أن مثل هذه الفتاة حين تحرم الفرصة من إصلاح هذا الخطأ والتوبة النصوحة بعدها، ستغرق أكثر في الخطيئة بعد أن تفقد أملها في أن تكون لها حياة زوجية مع رجل يتزوجها، وإعطائها الفرصة للتوبة ومساعدتها على عدم التمادي في الخطيئة سيحقق مصلحة لها وللمجتمع دينيا وأخلاقيا، وذلك من خلال إجراء هذه العمليات وفق ضوابط وشروط مع حفظ السرية الشخصية لهن، كي يتحقق الغرض منها في إصلاحها وتوبتها، بل إن إجراء مثل هذه العمليات وفق قوانين وضوابط طبية واجتماعية تحمي الفتيات أنفسهن من استغلال بؤساء الضمائر ممن يجرون مثل هذه العمليات في الخفاء وفي أماكن ربما غير مجهزة طبيا وغير مرخصة؛ وقد يعرضهن للخطر وللاستغلال، لكن حين يقر قانون يضبط إجراء مثل هذه العمليات في المستشفيات والعيادات، فسوف نقفل الأبواب على من يحاول استغلال وأذية فتيات فيهن من الخير ما يمكن استثماره للصلاح، ولا شك أن لوسائل الإعلام والجمعيات المدنية والمؤسسات العامة دور كبير في تعزيز توعية المجتمع تجاه ذلك، درءا لجرائم الشرف والانحطاط الأخلاقي.