أثارت فتوى السماح بعملية ترقيع غشاء البكارة جدلاً بين العلماء والأطباء, فالعلماء يرون أن جواز ترقيع غشاء البكارة مرتبط بوجود التوبة وحفاظاً من الفتاة على نفسها وحياتها ومستقبلها, ذلك أن كثيرات يقتلن بسبب ما يسمى بجرائم الشرف, حيث تشير إحصائية عالمية إلى أن 5 آلاف امرأة في العالم يقتلن سنوياً بسبب مشاكل الشرف والعفة. موافقة ولي الأمر بداية يقول الدكتور سعود الفنيسان العميد السابق لكلية الشريعة بالرياض: إذا كان فَقْد العذرية ناجم عن سبب إجباري فإن رتقها أو ترقيعها جائز شرعاً، شريطة وجود موافقة رسمية خطية من ولي الأمر على ذلك، أما إذا سمحنا للاتي فقدن بكارتهن اختياراً بالرتق، فإننا بذلك سنفتح باباً من الفساد والخداع عظيم، ومعلوم في الشرع أن التدليس والغش محرمان. حسب الحالة ومن جهة أخرى يؤكد الدكتور محمد النجيمي عضو مجلس الشورى والخبير بالمجمع الفقه الإسلامي أهمية أن يبحث أمر ترقيع بكارة الفتيات حسب كل حالة، لأن الضرورة تُقدّر بقدرها، ويقول: ينبغي أن توضح الحالات التي يجوز فيها ترقيع غشاء البكارة كأن تكون الفتاة قد تعرضت للاعتداء، ففي هذه الحالة يجب ولا شك إجراء العملية. الأطباء يتخوفون! وبدورها تقول الدكتورة عفاف النوري أستاذ مشارك بقسم النساء والولادة بجامعة الملك عبد العزيز: تأتينا طلبات كثيرة لترقيع غشاء البكارة لكننا نرفضها جميعاً، إلا في حالة أن تكون الفتاة صغيرة وتعرضت للاغتصاب، في هذه الحالة نجري العملية بموافقة ولي أمر الفتاة. لكن إذا جاءت فتاة بالغة وطلبت إجراء مثل هذه العمليات بحجة ممارسة رياضة عنيفة وسقطت نقابل طلبها بالرفض لأن الرياضة لا تؤدي إلى تمزق الغشاء. وتمضي النوري قائلة: بصورة عامة لا نحبذ إجراء هذه العمليات لأنها نوع من الغش والتدليس، كما أن إباحتها ستؤدي إلى فتح الباب على مصراعيه لمن أخطأت أن تقوم بترقيع بكارتها دون علم أهلها أو زوجها, وبالتالي ستنتشر الرذيلة بين الفتيات لهذا لابد من ضوابط تحكم هذه العمليات. اللجوء للخارج كذلك يقول الدكتور ممدوح عشي استشاري جراحة التجميل والحروق والليزر: كثيراً ما نتلقى طلبات لإجراء عمليات ترقيع البكارة من قبل الفتيات ولكننا نحجم عن ذلك، مما يضطر بعض الفتيات للسفر إلى بعض الدول العربية المجاورة لإجراء هذه العمليات. الغشاء الصيني! وبدوره يشير الدكتور نبيل فهمي استشاري النساء والولادة أهمية غشاء البكارة لدى الفتاة والأسرة بسبب أن الكثيرين يعتبرون غشاء البكارة بمنزلة شهادة حسن سير وسلوك للمرأة، ويقول: لا أشكك في أهمية غشاء البكارة للبنت كونه إحدى علامات حفاظها على عذريتها، خصوصاً أن هذا المفهوم أصبح ضمن النسيج الثقافي والموروث الفكري للمجتمع بأكمله، ويترك أثراً يتفاوت في شدته لدينا جميعاً مهما بلغنا من العلم والثقافة والتحضر. ولكن هل هو الدليل الوحيد على براءة الفتاة من أي اتهام جنسي؟ بالطبع لا، فقد تقترف كل الموبقات مع حرصها الكامل على عدم المساس بهذا الجزء من الجسم، وقد نصادف حالات كثيرة من هذا النوع، إضافة إلى انتشار عمليات رتق الغشاء، وحديثا يوجد ما يسمى (الغشاء الصيني) الذي انتشر مؤخرا في أسواق بعض الدول العربية ويباع بثمن بخس مقارنة بتكاليف العملية الجراحية، مما يضع العذرية الجسدية للمرأة محل شك وريبة.