كلنا نعرف أن الراية السعودية ترفرف خضراء يتوسطها بياض كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله لكن كم واحدا سعوديا يعرف ما هو نظام الراية السعودية.. وهل لها نظام أصلا.. يكشف عن طبيعتها وضوابطها وطرق وأمكنة استخدامها وكيفية الحفاظ عليها والارتقاء بها عن مواطن التشويه والإفساد! كم واحدا سعوديا يعرف تاريخ الراية السعودية وأول مرة ظهرت فيها وكيف.. وما هي ضوابط وبنود استخدامها.. وتصنيعها أيضا!! تذكرت هذا الأمر المهم عند ما رأيت بعض الأقمشة المدرسية تباع في الأسواق وعليها الإشارة السعودية المميزة السيفين والنخلة! ثم انتهت فترة استخدام القماش وصار في يد عاملة النظافة وشعرت لحظتها بوخز مؤلم.. لماذا توضع الشعارات الوطنية دون ضوابط في كل شيء قابل للاستهلاك الرخيص؟! وماذا يعرف السعودي والمقيم عن أهمية الشعارات الوطنية والتي هي ليست كلمات فوضوية منثورة في الشوارع وعلى الجدران! انظروا حولكم تجدوا أنواعا من الاستخدامات الرديئة للراية وللشعار السعودي وكأنها أشياء لا قيمة لها عندنا.. وتصلح أن تستعمل في كل شيء مهين! أذكر منذ زمن بعيد.. عندما كنا مجموعة نعمل كمعيدات في الكلية ونشارك في عضوية لجان المقابلات للطالبات المستجدات.. أننا وضعنا من بين الأسئلة العامة سؤالا لماذا لا تنكس الراية السعودية مثل غيرها وفق تنظيمات البروتوكول الدولي؟! كل الإجابات كانت خاطئة، بل أحيانا تقوم إحدانا بالتلميح والتقريب للإجابة السهلة الصحيحة علنا نظفر بمن تجيب بلا خطأ ومع «التغشيش» كانت أيضا الإجابات خاطئة!. إلى أن ظهرت آراء تتذمر من أسئلة لجان المقابلات الشخصية.. لأنها «صعبة»، و«تعجيزية» والهدف منها تنفير الطالبات، و«تسقيط» المتقدمات حتى لا يلتحقن بالكلية! فقيل لنا.. مالكن وما للأسئلة «العويصة» وتم استبدال لجنتنا بلجنة أخرى تقول.. كم يوم في السنة؟ وما هي علامات فصل الصيف؟ وكيف يتم الوضوء وما أركان الإسلام؟ ومتى يجب المسح على الخفين وما صفته؟ وتحولت الأسئلة العامة إلى أسئلة دينية تفصيلية تناقش زكاة الأنعام، وبيع النجش وصفة الطهارة من البول والغائط والجنابة!! وهذه أسئلة على أهميتها ليست أسئلة عامة، وليس بالضرورة أن تلم بها الطالبة! وأصحاب الشأن فيها هم العلماء يحفظهم الله وإذا لزم الأمر يمكن العودة إليهم. واليوم الأوضاع لم تتغير! مازالت «الراية» بعيدة عن فهم طالبات المدرسة اللواتي هن طالبات الجامعة بعد حين! ومازال «الولد» يعرف نوع قميص جاكسون ولا يعرف شيئا عن رايته الخضراء! ولا زلنا نتعمد الجهل والتجهيل بالرمز الوطني الذي يستحق الاحترام، وفي رأيي الإرهاب ليس وليد الفقر كما يقولون.. سببه الأول فقدان مفهوم الوطنية!. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة