دعا نائب رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم النقاد والمتخصصين المشاركين في ختام ملتقى النادي الخامس «عنترة بن شداد .. التاريخ والتوظيف الأدبي» لعدم الانقطاع عن عنترة، وألا يكون الملتقى آخر عهدهم بدراسة شعره وشخصيته، وذلك لاستخراج الكنوز التي تضمها سيرته وقصائده، والتي كشف عن بعضها خلال الملتقى الذي استمر ثلاثة أيام. وأبرزت جلسات الملتقى، لاسيما السادسة منها التي ترأسها الدكتور عبد الله المعيقل، امتداد تأثير عنترة على الإبداع خارج الحدود العربية خصوصا في روسيا وألمانيا وفرنسا. وكما كانت السيرة الشخصية لعنترة سببا في ولادة واحدة من أبرز الملاحم الشعبية، فقد ارتبطت تلك السيرة بالتراث الغربي بتلخيصها للعصور السابقة عليها، ولعل بطولات عنترة انتقلت للغرب عبر جسر الأندلس، وترجمت إلى عدد من اللغات. الآداب الأجنبية وأشار الدكتور محمد مرشحة في دراسته «شخصية عنترة في الآداب الأجنبية» إلى اهتمام عدد من أعلام الأدباء والمستشرقين بسيرة عنترة. وضرب عددا من الأمثلة على ذلك، منها اعتراف «جوتة» بأنه قرأ شعر عنترة ووقف متأملا الصفات التي وردت في ثناياه من صفات العرب. وتحدث الدكتور محمد عبد الحكم في ورقته عن شخصية عنترة في المسرح العربي، مستعرضا التجربة النثرية للكاتب محمود تيمور «حواء الخالدة». وتناول الدكتور محمد رشيد ثابت في دراسته «شخصية عنترة العبسي بين التراث والمعاصرة في مسرحية أحمد خليل القباني (عنترة بن شداد)»، التي صدرت في بدايات ظهور المسرح العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وشهدت الجلسة السابعة والأخيرة مناقشات حول دراسات الباحثين، وتجاذبات كلامية بين بعض المتداخلين والمتحدثين، مما أضفى على الجلسة سخونة متميزة على مدار جلسات الملتقى. دار عبلة وترأس الجلسة الدكتور سلطان القحطاني، وتحدثت فيها الدكتورة دوش بنت فلاح الدوسري عن «توظيف عنترة بن شداد في قصيدة (أيا دار عبلة) للشاعر محمد الثبيتي»، معتبرة أن الثبيتي لجأ إلى توظيف شخصية عنترة قناعا ليقول نيابة عنه ما يريد، لافتة إلى أن القصيدة كتبت عام 1403 الذي شهد اجتياح الصهاينة للبنان، وما تسبب فيه ذلك من صراعات داخلية وخارجية، الأمر الذي دفع الشاعر الثبيتي إلى استدعاء عنترة باعتباره رمزا للشجاعة والقوة والبطولة وإثبات الذات وإجبار الجميع على احترامها. ولفتت الدكتورة دوش إلى أن الثبيتي لم يركز على جانب الشجاعة والقوة لدى عنترة، لكنه لجأ إلى التركيز على الضعف الذي اعتراه في أواخر حياته مما يفاجئ المتلقي بشكل كبير، خصوصا أن عنترة لم يكن إلا بقايا عنترة تحيا الهزيمة في روحه لتشكل أقصى درجات الموت المعنوي. واستعرض الدكتور حافظ المغربي «صور استلهام شخصية عنترة في الشعر المعاصر، الشعر السعودي بخاصة»، لافتا إلى أن تناول صورة عنترة من جانب الشعراء كان له نمطان؛ إظهار صورة عنترة مستلبة الصفات من حيث كونه شاعرا فارسا محبا، وظهرت صورة عنترة في النمط الثاني عبر ملمحين، أولهما استدعاؤه بوصفه صرخة في وجه المجتمع الذي لم يسمع صوت المهمشين، في حين ركز الملمح الثاني معبرا بصورة إيجابية عن عنترة.