يؤثر التهاب المفاصل الفقري (التلاصقي)، وهو مرض روماتزمي مزمن، على المفاصل الفقرية في الظهر، ومن سماته التأثير على أسفل العمود الفقري مع الحوض والفقرات العجزية، وقد يؤثر أيضا على باقي مفاصل الجسم. وتوضح استشارية ورئيسة قسم الروماتزم والمفاصل في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة الدكتورة حنان العصيمي، «إن المرض يسبب الألم والتصلب في الظهر، وقد يؤدي إلى انحناء في القامة، وذلك نتيجة التهاب مستمر في المفاصل الفقرية (فقرات الظهر) مع التهاب الأوتار والأربطة التي توصل بين المفاصل، ومن الممكن أن يؤثر المرض على الضلوع، عظام الكتف، الأوراك، ومفصل الركبة». ويظهر المرض عادة بين الناس الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 40 عاما، ويصيب الرجال أكثر بثلاثة أضعاف من إصابته النساء. وتتمثل أعراض المرض كما تقول الدكتورة حنان في آلام أسفل الظهر المتكررة والمزمنة، مصاحب بتصلب في الظهر الذي يكون شديدا في الصباح بعد أن يستيقظ المريض من النوم أو بعد فترة راحة طويلة، ويستمر ّهذا الإحساس لمدة تزيد عن الساعة، ويشكو المريض من آلام في الضلوع وعظام الكتف والأوراك، و الركبتين، وأسفل العمود الفقري. وقد يصاحب المرض حمى أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وفقدان الشهية، وألم في العينين واحمرار، وضعف الرؤية مع تحسس لرؤية الضوء الساطع. وتشير حنان إلى «أن كثيرا من المرضى قد يشتكون من ألم في أسفل الظهر مع ألم عميق في الأرداف على جانب واحد، أو على الجانبين، إضافة إلى ألم في الرقبة وعظام الكتف». وعن العلاج الدوائي للمرضى، تنصح بالأدوية المضادة للالتهاب، والمسكنات بشكل أساسي للتحكم بالأعراض، وتشير إلى وجود أدوية معدلة لطبيعة المرض، والأدوية الحيوية البيولوجية هي أدوية حديثة متاحة للمرضى الذين يفشلون في الاستجابة للعلاج التقليدي. أما عن العلاج الجراحي فترى الدكتورة حنان العصيمي، «إن المريض يحتاج إلى التدخل الجراحي إذا أصبحت أحد المفاصل متلفة على نحو سيئ، أو إذا كان الألم في المفصل قويا جدا».