رأت طبيبة الروماتيزم وأمراض المفاصل الدكتورة لينا فيصل الكبي، أن آلام الظهر تعد الأكثر شيوعا بين الحالات التي تعرض على الأطباء، وأن هناك نوعين من آلام الظهر، الأول: يعود سببه إلى إجهاد أو انزلاق غضروفي أو تقدم في العمر ويحدث الألم مع الحركة ويتحسن مع الراحة، أما النوع الثاني: يكون ألم الظهر فيه مصحوبا بتصلب مدة أكثر من ساعة، ويزداد مع الراحة ويتحسن مع الحركة، وهو نوع من الآم الظهر الذي يتأخر تشخيصه. وأشارت إلى أن التهاب العمود الفقري التيبسي هو من النوع الثاني، وهو مرض روماتزمي نتيجة التهاب في الفقرات التي تؤدي إلى تلاصقها، ولا يوجد حتى الآن سبب واضح للإصابة بالتهاب العمود الفقري التيبسي، إلا أن هناك عاملا وراثيا يعتقد أن السبب يعود إلى اضطراب في الجهاز المناعي. وأضافت لينا: إن هذا المرض يصيب فقرات العمود الفقري، ونتيجة للالتهابات يتشكل نسيج ندبي في الفراغ بين الفقرات، فيسبب التيبس في المفاصل وقد يتحول النسيج إلى عظم وقد يلتحم بعضه ببعض، مما يؤدي إلى تشوه شديد في العمود الفقري، ويصيب هذا المرض واحدا من الألف من الأشخاص، والرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، خصوصا الذين يتراوح أعمارهم ما بين 16 و35 عاما. وبينت أن أعراض المرض تتمثل في وجود ألم أسفل الظهر مزمن مصحوب بتيبس أكثر من ساعة في الصباح، أو بعد فترة من الراحة، وتتحسن الحالة بعد الحركة، وتزداد سوءا مع الاسترخاء وقلة الحركة، كما يؤثر المرض على فقرات الرقبة، العمود الفقري، المفاصل ما بين الضلوع، عظام القفص الصدري والورك، بالإضافة إلى مفاصل الحوض والفقرات العجزية أحيانا يصاب المريض بالتهاب في العين (أحمرار وآلام العينين)، ومشاكل القلب، بالإضافة إلى صعوبة في التنفس، أما التشخيص فيعتمد على الأعراض والفحص السريري، بالإضافة إلى تحاليل الدم والأشعة. لينا أكدت أنه في السنوات الأخيرة حدثت نقلة نوعية في مفهوم العلاج لهذا المرض على الرغم من عدم وجود علاج للسنوات السابقة بسبب الألية المجهولة للمرض، فالعلاج يعتمد على إزالة الأعراض، وإيقاف المرض الفعال، واستعادة وظيفة المفصل المصاب، وإضافة إلى العلاج الدوائي فإن من مراحل العلاج التثقيف والمتابعة الذاتية والتمارين الرياضية والعلاج الطبيعي.