لم يكن يتوقع ذلك الفتى الصغير الذي كان يرافق والده كل مساء، لتعلم أصول البيع والشراء في الخاسكية وسط جدة، أنه سيصبح عضوا في مجلس إدارة غرفة جدة، لكنه وصل وحصل عل ثقة أصوات المنتسبين الذين منحوه أصواتهم.. إنه أحمد بن علي المربعي الفائز في انتخابات الغرفة ب 389 صوتا من فئة الصناع، الذي التقيناه في حوار أكد فيه أنه لا يرغب في رئاسة مجلس إدارة الغرفة، داعيا الأعضاء إلى التنافس في خدمة المشتركين وليس في كسب رئاسة الغرفة. وأوضح أنه سيسعى بالتنسيق مع زملائه الأعضاء إلى إنشاء مجمع للخدمات الحكومية، وتطوير دور صندوق تنمية الموارد البشرية، ودعم الشركات ماليا بتفعيل دور صندوق تنمية الصادرات، لافتا إلى أن المجلس الجديد معني بإطلاع التجار والصناع على الدور الحقيقي للغرفة. وفيما يلي وقائع الحوار: • ما هي أبرز نقاط أجندة عملكم في عضوية المجلس الجديد؟ - أعتقد أن شعار حملتي «جدة بيئة استثمار بلا عناء» يلخص الأجندة كاملة فهو يتركز على نهوض الصناع والتجار بمهامهم، والارتقاء بأعمالهم، ولكي نساعدهم في ذلك هناك بعض النقاط مثل: إنشاء مجمع للخدمات الحكومية يتوفر فيه فروع لكل الدوائر الحكومية التي لها علاقة بالصناعة والتنسيق معها، تفعيل وتشجيع دور صندوق تنمية الموارد البشرية،دعم الشركات مالياً من خلال تفعيل دور صندوق تنمية الصادرات، والتنسيق معه ليستفيد منه أكبر شريحة من الأعضاء، تعزيز دور الغرفة في تطوير بناء الثقة في عالمية المنتج السعودي وذلك بتنظيم المعارض المحلية والعالمية. غربلة البرامج الانتخابية • كيف سيجري التعامل مع البرامج الانتخابية للأعضاء المنتخبين لعضوية المجلس، وهل سيستفاد من برامج المرشحين غير الفائزين؟ - أعتقد أنه يجب الاستفادة من كل البرامج الانتخابية المقدمة من جميع المرشحين، وذلك عن طريق غربلتها، وأخذ ما هو مناسب منها، وعمل أجندة عمل جيدة تصلح للتنفيذ خلال الدورة المقبلة، حيث إن الهدف هو فائدة جدة والغرفة ومنتسبيها، وأعتقد أنه من المناسب جدا الاستفادة من جميع الإخوة المرشحين في اللجان المقبلة كلا حسب طبيعة نشاطه. خطة استراتيجية • هل هناك مقترحات جديدة ستقدمها من خلال المجلس غير برنامجكم الانتخابي الذي أعلنتم عنه في بداية ترشيحكم؟ - بالتعاون مع إخواني في المجلس الجديد، سنتبنى مجموعة من البرامج المشتركة والتي أعلنا عنها جميعا في برامجنا الانتخابية، وأطالب إخواني أعضاء المجلس الجديد بوضع خطة شاملة تشمل كل هذه البرامج لتكون استراتيجية عملنا الأولى للأربع سنوات المقبلة،خصوصا أننا وعدنا ناخبينا وعاهدناهم على العمل بجد بعيدا عن أي مصالح شخصية، خدمة لهم ولجدة، وهذا ما لمسته من جميع أعضاء المجلس. زيادة المنتسبين • ما هي الأفكار الجديدة التي ستطلقونها لزيادة عدد المنتسبين للغرفة خلال الدورة المقبلة، وماذا عن فروع الغرفة في رابغ والقنفذة والليث؟ - سمعنا عن مطالبة أصحاب المهن بالاشتراك في الغرفة، ولو حدث هذا بالفعل سيؤدي إلى زيادة كبيرة وسريعة في عدد المنتسبين. عموما ما لمسته وسمعته عن قرب من كثير من المنتسبين أثناء حملتي الانتخابية يتطلب إقناع المشتركين الحاليين بتغيير الفكرة النمطية التي لديهم عن الغرفة من خلال إقناعهم، والعمل الجاد والملموس لخدمتهم وهذا لا يؤدي فقط إلى إقناعهم بدور الغرفة بل سيحفزهم ويشجع كل من لديه أي نشاط صغير أو مهنة صغيرة، أن يسارع إلى الانضمام إلى الغرفة، وبالنسبة إلى رابغ والقنفذة والليث أعتقد أن الأعداد المتواضعة جدا التي حضرت وصوتت أثناء الانتخابات تعطي فكرة واضحة عن مدى البعد وفتور العلاقة بين الغرفة ومنتسبيها، ولذا أكرر أنني سأعمل مع إخواني أعضاء المجلس الجديد على إقناع المشتركين بدور الغرفة الحقيقي وسنعمل بجد من أجل تطوير العمل فيها، أما بالنسبة إلى غرفة رابغ، فيجب أن ندرك أن رابغ اليوم لن تكون كما هي بعد سنتين أو ثلاث، لذا يجب أن نعمل اليوم لنتعايش مع رابغ الجديدة. البدايات • بدايتكم في العمل التجاري والصناعي واجهتها بعض المصاعب.. كيف كانت البداية وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكم في تلك الفترة؟ - بدايتي في العمل التجاري كانت منذ الصغر حيث كان الوالد يصحبني وإخوتي إلى المحلات التجارية في الخاسكية، وتعلمنا منه أصول البيع والشراء، وبعد تخرجي في الجامعة العام 1407ه كان لي شرف العمل في إحدى الشركات ولمدة تسع سنوات، وفي العام 1997م أسسنا شركة للتغليف التي أمثل العضو المنتدب لها، كما أسسنا عدة صناعات أخرى. • هل لديكم رغبة في رئاسة المجلس الجديد.. وهل ستشهد الغرفة تنافسا على الرئاسة في الدورة الجديدة؟ ليس لدي رغبة في رئاسة المجلس فأنا ماجئت إلا لأعمل من خلال المجلس ،واعتقد أن هناك من زملائي المنتخبين أو ربما من سيعينهم الوزير ،من لديه الخبرة في الرئاسة ،وهذا الموضوع سيحسم داخل المجلس ،ونحن في انتظار اجتماعنا الأول بعد الخامس من نوفمبر ،والواقع أنني اطلعت على رغبة البعض في رئاسة المجلس ،ولكن اهمس في آذانهم ليعملوا ويتنافسوا بشدة في خدمة المشتركين،وتذليل صعوباتهم ،وليس في رئاسة المجلس . الانتخابات • كيف رأيت انتخابات غرفة جدة وما هي السلبيات والإيجابيات؟ - العملية الانتخابية كانت رائعة بحق ولعل تطبيق نظام الصوت الواحد لمرشح واحد، والذي يطبق لأول مرة في المملكة، أشعل المنافسة الحقيقية بين جميع المرشحين، وأعتقد أنه لن يصل إلى الغرفة مستقبلا إلا الحريص على العمل، ولن تكون هناك فرصة لكسب كرسي من أجل البهرجة والمصالح الشخصية، فالناخب مستقبلا سيكون لديه تصور كامل عن أي مرشح قبل أن يدلي بصوته له.