الموظفون في عالم الإدارة أنواع وأحجام مختلفة تعرفهم بسيماهم، فمنهم الموظف «الثقة» وهو إما أن يكون ثقة في عمله أمينا عليه أو يكون فقط ثقة عند مديره يأتمنه على أسراره ويأخذه معه في أسفاره ليصلح له إزاره ويفتح له إزراره ويجري بين يديه ليفسح له الطريق حتى يمشي عليها مثل طائر البطريق فينال ذلك الموظف العلاوات والترقيات وبدلات الانتدابات، وهناك الموظف «العلة» الذي ينطبق عليه صفة «أينما توجهه لا يأت بخير» وكل همه الحضور والانصراف وقراءة الصحف واستخدام الهاتف والتمشي في الأسياب وترديد عبارة: راجعنا بكرة وبعد بكرة وبعد بعد بكرة، وهناك الموظف الذي يعمل قليلا ولكنه يحاول أن يضخم دوره وعمله فتراه بمناسبة وبدون مناسبة يتحدث عما أنجزه وعن أهميته القصوى في الإدارة وأنه لولا وجوده لأصبحت من بعده «طهارة!» وأن مديره يعتمد عليه كل الاعتماد ويعتبره العمود الفقري في العمل الإداري مع أن ذلك الموظف لو راجع أحد عدد المعاملات التي عالجها خلال يوم كامل لما وجدها تزيد على ثلاث معاملات كلها من ماركة بالإشارة إلى خطابكم نبعث إليكم خطابنا!!، وهناك الموظف الذي يكون همه الوحيد استغلال موقعه الوظيفي لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية فهو كالمنشار يأكل وهو داخل ويأكل وهو خارج ولا ينجز معاملة لصاحبها إلا بعد أن يتأكد أن له فيها مصلحة مادية أو معنوية على الأقل تقود فيما بعد إلى مصالح مادية فهو لا يذبح ديكه إلا على كنز كما يقول المثل الشعبي. ومن الموظفين من يدخل الإدارة ويبقى فيها ثلاثين أو أربعين عاما يعمل ويكدح ولكنه مثل جمل المعصرة لا يطور نفسه قيد أنملة ولا تزيد خبرته التي دخل بها على خبرته التي خرج بها شيئا مذكورا ولا يحس أحد بوجوده ولا يفتقده لخروجه وكأنه لم يدخل ولم يخرج أبدا، وهناك الموظف الطموح المجتهد الذي لا يسعده الحظ ولا الأوضاع الإدارية المريضة فيجد نفسه بعد مدة وقد فقد طموحه وتبلد وصف مع الآخرين وتغطى «بالدقديق» كما فعل زميله شفيق. وهناك الموظف الملتزم الذي يخاف الله ويتعامل معه ويحلل الراتب ولا يأبه بما يلاقيه من تعب ونصب أو تجاهل لمجهوده أو حسد من زملائه.. ومثل هذا الموظف أصبح أقل من القليل. وهناك موظف وموظف.. فإن كنت موظفا فطبق هذه المواصفات على نفسك وعلى من حولك، فقد تجد فيها ما يناسبك!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة