لاحظت أن الحلقات التي كان يقدمها المسلسل الكوميدي طاش ما طاش خلال السنوات الماضية عن الحياة الادارية وتصرفات بعض الموظفين في أعمالهم والرؤساء مع مرؤوسيهم لاحظت أن تلك الحلقات تحظى بحوارطويل بين من شاهدها وهناك من يؤيد ما شاهده من مواقف ادارية وهناك من ينتقد ويُعارض تلك المواقف ويعلق عليها ولو تصور واحد منا حلقة من ذلك البرنامج الذي يبدأ بأهزوجة يرى الناس مع الموسيقى التي في مقدمة المسلسل عبارة "طاش ما طاش ما طاشي طاش". وبعد انتهاء تلك المقدمة، يظهر المشهد الأول من القصة التي تتخيل وقوعها ويكون المشهد الذي على الشاشة هو عبارة عن رئيس لمجموعة من الموظفين ومعه نائبه ومساعده، وقد وقف ذلك الرئيس يُخاطب موظفيه بغطرسة وقد أوقفهم تحت أشعة الشمس، واخذ يردد ألا تعلمون أنني رئيس انني رئيس وانني من عائلة معروفة، ثم يأخذ يهدد موظفيه بأن مصيرهم الشارع اذا لم ينصاعوا لادارته القاهرة ويشير إلى نائبه ومساعده مستشهداً بهما انه يستطيع تنفيذ تهديده ووعيده الشديد وبلا رحمة أو شفقة، ثم تتوالى مشاهد الحلقة وكانت أكثر لقطات الحلقة تبين تصرفات ذلك المخلوق مع مرؤوسيه وتأتي لقطة لأحد الموظفين عند ذلك الرئيس وقد قابل أخاه صدفة الذي لم يره بسبب ظروف العمل منذ شهور فيتبادلان التحية ،واذا بالرئيس المهدد يرى ذلك الموقف الاجتماعي الطيب فينقض على الموظف مزمجراً وموبخاً إياه وقائلاً له لا أريد احداً يكلم أو يسلم على أحد وأثناء ذلك يسلط المخرج الكاميرا على وجه ذلك الرئيس فيبدو في قمة غضبه وقد اتسعت عيناه وترافعت حاجباه واخذ يعض على نواجذه من شدة الغضب. ويأتي مشهد آخر لذلك الرئيس وهو يتودد بطريقة ماكرة إلى احد العاملين معه ويقول له بعد أن شعر أنه بدأ يتضايق من تصرفاته وغطرسته "خلك رجال وكن معي على الحلوة والمرة وسوف أوصلك مواصيل لا تحلم بها وأذهب مع هذا لتشاهد السكن المريح لك" لتتلوها لقطة أخرى لموظف وهو يسير بجانب شخص يقول له "عمنا يحبك كثير وراح أفرجك عدة مواقع كلياتها حلوة كثير اللي يناسبك خذه بدون تأخير يا حبيب" فإذا بوجه ذلك الموظف يظهر على الشاشة وهو منبهر في المشهد الأخير هذا المكان الأخير فيه وقد يأتي من وراءه شر كبير" خليني في ركني لا أحد يعركني" وهنا تنتهي الحلقة على أهزوجة طاش ما طاش ويبدأ تعليق من شاهد الحلقة المتخيلة. فقد قال احدهم لم أر من قبل رئيساً لمجموعة من الموظفين بهذا المستوى وأنا اتحدى أن يكون مثل هذا الرئيس موجوداً فعلاً، واذا افترضنا وجوده فصدقوني انه سوف يأكل نفسه كالنار وحتى أكون منصفاً في رأيي فإن تصرفاته غير موزونة وليت المخرج أثناء تصوير الحلقات أن يلبس ذلك الرئيس قبقاب غوار ويكون اسمه الأستاذ طوشي حتى لا تكون الحلقة فقط مرعبة وتكون مضحكة ومرعبة في نفس الوقت. وهكذا تكون المشاهد الهادفة محل حوار بين الناس الذين يجمعون على أن السيئ لا بد أن يكون سيئاً بسبب تصرفاته لأن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة. [email protected]