تستشعر المرأة الشاعرة دورها في المجتمع لتقف مع الرجل صفا واحدا في مواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار المواطن في هذا الوطن المعطاء. وسنأخد نص «خفافيش الظلام» للشاعرة المبدعة «رنين الذهب» كنموذج على حضور المرأة ووعيها بأنها جزء مهم في تركيبة مجتمعنا، حيث إن رنين الذهب بنصها المشبع بحسها الوطني وتراكيبها الشعرية المتفردة تثبت أن المرأة لا تقل عن الرجل إبداعا وحبا لتراب هذه الأرض الطاهرة، بل إن دورها يتجاوز حدود المنزل الضيقة ليتفاعل إيجابيا مع كل ما يحيط بها من أحداث. نص «خفافيش الظلام» الذي كتبته رنين الذهب بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على أيدي الظلاميين من أنصار القاعدة، أعاد للأذهان دور المرأة المناضلة في سبيل عزة أمتها ومحاربة الجهل في عصور خلد فيها اسم المرأة بمداد من نور، ولعل شاعرتنا من خلال هذا النص استطاعت أن تستحضر دور الخنساء عندما أثبتت بشاعريتها ومواقفها البطولية أنها إحدى تلك النماذج المضيئة للمرأة المسلمة التي استشعرت دورها وجندت إمكاناتها لخدمة دينها ومبادئها السامية. رنين بدأت النص وكأنها توجه رسالة تحذيرية لقوى الشر، مؤكدة أن تلك الرسالة جاءت بصوت رغم رقته إلا أنه يتحول إلى بركان ثائر في المواقف الصعبة، وتغلغلت رنين الذهب في محاولة منها لتحليل فكر تلك الشرذمة الطاغية مع وضع المقارنات التي تكشف زيف ممارساتها العدوانية التي لا تخدم الدين ولا تخدم الإنسانية، حيث تقول في مطلع قصيدتها: إلى خفافيش الظلام وشلة الفكر العقيم الشاعرة لا من حكت صار الشعر مرسولها أما بعد والكل يعرف له مقام وله زعيم وكلن على قدره يسطر كلمته ويقولها أنتم معاكم زعم مفتي لاشجاع ولاحكيم وأنا معي القرآن والسنة وثقل حمولها أخاطب عقولن تردت ياعساها تستقيم من عقب ماخابت مساعي القاعدة وفعولها وشلون تبغون الحواري وسط جنات النعيم وأنتم سفكتم دم طفلة تلعب بمريولها تكفرون أهل الفلق والناس والخير العميم أللي إمامتهم لهالعالم وضح مفعولها وتسترسل الشاعرة في استحضار المبادئ السامية لشريعتنا السمحة، وتستنكر على هذه الطغمة الفاسدة محاولتهم التستر بالدين لتبرير ممارساتهم الدامية التي لا تقرها شريعتنا ولا يقبلها العقل. الدين ماهو ذبح مستأمن وتفجير بمقيم الدين دعوة صادقة من عرضها لي طولها أما سمعتم كيف ربي يوعد أصحاب الجحيم من خان أرضه يحرم الجنة وصعب ينولها يا كيف ترجون الشموس بعتمة الليل البهيم والحرب وإن دارت رحاها تجهلون أطبولها وتعود رنين الذهب إلى مسرح الحدث لتستحضر محاولة الاغتيال الفاشلة، مؤكدة أن الغدر لايليق بالرجولة ولا تفكر به سوى العقول المريضة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الوطن وقيادته وشعبه الملتف حول هذه القيادة لن يتزعزع ولن تستطيع ممارسات صبيانه تفتيت لحمته المتماسكة والعميقة. مايغدر بحكام أرضه غير من خاوى الرخيم حتى الرخم لالاح زوله داسته برجولها ولاخير في صنف الرجال اللي ورى صف الحريم ماهو صغر في سنها كثر الصغر بعقولها لكن خذو هالعلم مني من جديد ومن قديم أرض السعودية حماها في كبار أزحولها آل سعود اللي محبتهم من أعماق الصميم تقولها كل الفيافي والعرب وخيولها هذي مراسيلي عسى فيكم رجل ماهو غشيم يقرأ معاني هالبيوت ويفتهم مدلولها مع التحية والوعد تحكيم شرع الله العظيم والشاعرة من بيت عز اتقولها وتطولها.