أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة لاقت تجاوباً رسمياً وشعبياً، تدعو إلى التوقف عن استخدام هاتف «بلاك بيري» أثناء القيادة، بهدف الحفاظ على أرواح وسلامة مستخدمي الطريق، خصوصاً من الشباب، وذلك في أعقاب وفاة لاعب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم ذياب عوانة، أخيراً، اثر تعرضه لحادث سير، رجحت مصادر أن يكون استخدام «بلاك بيري» وراءه. بدوره، رحب مدير الإدارة العامة للتنسيق المروري، في وزارة الداخلية، العميد غيث الزعابي، بهذه المبادرة التي قال إنها تعكس روح المسؤولية الاجتماعية تجاه تعزيز التوعية بين أفراد المجتمع، مؤكداً أن هناك مخاطر جسيمة تترتب على استخدام الهاتف النقال بوجه عام أثناء القيادة. ولاقت الحملة التي أطلقتها الإعلامية، منى بوسمرة، عبر «فيس بوك» و«تويتر» وأجهزة «بلاك البري» تجاوبا كبيرا من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اضافوا إلى صفحاتهم الشخصية شعار وتصميم الحملة «لا للبلاك بيري اثناء القيادة»، وتبادلوا في ما بينهم معلومات وأفكاراً حول كيفية إنجاحها، بينما طالب بعضهم بتشديد العقوبات القانونية على مستخدمي هذا الجهاز أثناء القيادة. وبحسب إحصاءات حديثة للإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية، فإن عدد مخالفات استخدام الهاتف خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري على مستوى الدولة، بلغ 54 ألفاً و953 مخالفة، مقابل 61 ألفاً و242 مخالفة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ولا توجد إحصاءات دقيقة حول الإصابات والوفيات الناتجة عن استخدام الهاتف أثناء القيادة، إذ لا يقر كثير من السائقين المتسببين في الحوادث المرورية استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة خوفاً من تحمل المسؤولية القانونية والمخالفة المترتبة على ذلك. وتفصيلاً، قالت منى بوسمرة ل «الإمارات اليوم» إنها أطلقت هذه الحملة انطلاقاً من شعورها بالمسؤولية الاجتماعية وبالخطر الذي يمثله استخدام «بلاك بيري» أثناء القيادة، إذ يشكل كارثة حقيقية تهدد حياة مستخدمي الطريق بوجه عام، وهو من الأسباب الرئيسة لحوادث الشباب في الدولة وفي منطقة الخليج العربي، مضيفة أن الحملة لاقت تجاوبا واسعا من جميع زملائها وأصدقائها، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أكدوا أهمية توسيع نطاق الحملة وتطويرها لتوصيل أهدافها إلى جميع شرائح المجتمع، كما بدأ معظهم بالتوقف فعليا عن استخدام «بلاك بيري» أثناء القيادة بدءاً من أمس. ولفتت بوسمرة إلى إن وفاة اللاعب ذياب عوانة في حادث مروري فجّر قضية وظاهرة خطرة يمثلها الاستخدام السلبي لجهاز «بلاك بيري» أثناء القيادة، إذ إن هناك أفراداً كثيرين راحوا ضحايا في حوادث تصادم ودهس بسبب ذلك، وهو ما يدق ناقوس الخطر بأهمية الحد من استخدامه أثناء القيادة والتوعية بخطره على حياة السائقين. وأشارت إلى أنها كادت ذات مرة تتعرض لحادث مروع بسبب هذا الجهاز، قبل أن تتوقف عن استخدامه تماما أثناء القيادة، لافتة إلى انتشار ظاهرة استخدامه بشكل واسع بين الأفراد أثناء القيادة، ولدى توقفهم عند الإشارات المرورية، ما يعرضهم ومستخدمي الطريق لحوادث خطرة نتيجة عدم الانتباه والتركيز، داعية جميع الجهات المعنية في الدولة ووزارة التربية والتعليم والأندية الرياضية ووسائل الإعلام المختلفة إلى المشاركة في انجاح هذه الحملة ونشر التوعية بخطر استخدام هذا الجهاز أثناء القيادة. من جانبه، رحب مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية، العميد غيث حسن الزعابي، بهذه المبادرة التي تعكس روح المسؤولية الاجتماعية التي يجب أن يتحلى بها كل فرد من أفراد المجتمع لتعزيز جهود وزارة الداخلية، وإدارات المرور في الدولة في مجال التوعية المرورية ورفع مستوى الثقافة المرورية لدى الأفراد بخطورة استخدام أجهزة الهاتف النقال أثناء القيادة. ولفت إلى أن استخدام الهواتف النقالة باليد أثناء القيادة بوجه عام، يعد مخالفة قانونية، لما يمثله ذلك من خطر كبير على حياة السائق والآخرين من مستخدمي الطريق، إذ يؤدي استخدام الهاتف باليد سواء للتحدث أو كتابة رسائل أو إجراء محادثة نصية عبر أجهزة «بلاك بيري» إلى تشتت ذهن السائق وتقليل تركيزه وردة فعله بنسبة كبيرة، ما يؤدي إلى عدم أخذه الحيطة والحذر من مخاطر الطريق ما يتسبب في وقوع حوادث مرورية تسفر عن ضحايا. وأشار إلى أن هناك بعض الدول التي منعت تماما استخدام الهاتف أثناء القيادة، في ضوء ارتفاع معدلات الحوادث المرورية وما يسفر عنها من وفيات وإصابات، في المقابل يسمح للسائقين في الدولة باستخدام الهاتف النقال فقط من خلال سماعة وليس باليد، داعياً قائدي المركبات إلى الالتزام بقوانين المرور والانتباه، وعدم الانشغال بالهاتف والمحادثة أثناء القيادة.