ليست معادلتنا، نحن السعوديين، صعبة، ولا مستحيلة، إذا ما جردت من التشويش حولها، فنحن بين خيارين أحدهما العلم، ومجتمع يعي ما يريد مثل أكثر الشعوب تحضرا وهو ممكن أكثر من أي وقت مضى حسب توجه الدولة نحو التنمية، والتركيز على العلم النافع، والوعي هذا المسار، أو الخيار الثاني الذي يشدنا إليه الخوف، والتوجس من كل جديد لنبقى جامدين، والرضا بالتخلف رغبة في الأمان النفسي من جانب، والمصالح الفردية الضيقة التي تدعم هذا التوجه، مع كبح أي جهود للتقدم. لقد جربنا الجمود لقرون حجبت خلالها مصادر النور، وجربنا ضوء العلم، والتقدم المحدود لعقود قليلة، وعرفنا أن الخيار ليس خيارا من هذا وذا، بل هو خيار هذا، أو ذاك ولا وسط توفيقيا بينهما كما يزعم البعض، بينما هم يشدون عربة التقدم للخلف في محاولة لإيقافها، هذه الفئة المنتفعة من الجمود، والمتمسكة به خوفا على حدود مصالحها، عليها أن تجرب مركب التقدم وتتبع مشرق النور نحو العلم، والمعرفة، وسوف تعرف هذه الفئة أن لها، وللوطن مصالح في الترقي تفوق ما لها من مصالح في التخلف. الخوف من التغيير يجب أن ينتهي، فالحق أحق أن يتبع، والوطن يتذوق نور التقدم فلا يمكن أن يعود لكهوف الظلام، ولأننا في وطن يتغير بسرعة، وعقول هذا الوطن المستنيرة لن تتوانى في دفع التغيير نحو الأفضل، وعلى الأخص السير في طريق العلم الحقيقي لأنه مسار الخروج من التخلف، وهو هدف الصالح العام للوطن، ولأن الجمود سيجعلنا في مؤخرة الصف، وفي مثل حالنا يكون دعم العلم فرضا دينيا على كل مسلم قادر لأنه مصدر القوة التي ترفع شأن الوطن وتعلي مقام الأمة. الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الحياة تتغير، والجمود لن يصمد للتغيير، ومن هذا فبالضرورة سوف تتغير القناعات، وتنتهي إشكاليات الخيار بين هذا، وذاك، والمتمسكون ببقاء الحال عن المخارج الاجتهادية في الدين، وفي كسر التقاليد الملحقة به ليسايروا مصالحهم، كما حصل تماما في النهضة الاقتصادية التي تعيشها المملكة، وكثيرون سوف يلينون فكرهم للتحول للمفيد، والأصلح على الرغم من الخوف من مجهول الجديد في الفكر، وما يؤدي إليه. من الخطأ أن نقول إن الجميع سيتغيرون، لكن من لا يستطيع التغير سوف يقف مكانه ويتخلف عن قافلة الوطن التي لن تقف بإذن الله، فالحقوا أنفسكم يا قوم وتبنوا العلم بدل صيغ الكلام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة