أكتب هذا المقال يوم السبت في أول أيام الدراسة للمرحلة الابتدائية، وقد تنازعتني مشاعر عدة، مشاعر الأم التي تخاف إصابة ابنتها بمكروه، وبين الالتزام والانتظام الذي طالما ناديت به كتربوية، خاصة أن ابنتي الصغرى اشتاقت إلى المدرسة وأخذت تعد الأيام انتظارا لها، بعد غياب دام أكثر من أربعة أشهر، وسبب تخوفي هو سماعي إشاعات عن انتشار انفلونزا الخنازير في بعض المدارس، وما قرأته في بعض الصحف عن ظهور بعض الإصابات وإن لم تكن المعلومات واضحة، وما زاد من ترددي هو ما سمعته من أن العديد من المعلمات لن يرسلن أطفالهن إلى المدارس خوفا من العدوى بانفلونزا الخنازير. لكن ما قامت به وزارة التربية والتعليم من تدرج في عودة الطالبات إلى مقاعد الدراسة، كان حافزا لي على اتخاذ قرار إرسال ابنتي إلى المدرسة، فالأمور في مقر عملي في الكلية طبيعية وابنتي في المرحلة الثانوية قد سبقت أختها في بدء الدراسة بأسبوع، ولم تلاحظ أمرا غير طبيعي في مدرستها. رقيت ابنتي بالمعوذات ولاحقتها دعواتي بالسلامة وزودتها بكمامة ومناديل ومعقم لليدين وأعدت عليها ما تسمعه دائما عن احترازات السلامة، بعد أن حرصت على تناولها ملعقة من العسل يوميا، وهاهي تعود من المدرسة وهي تبدو سليمة بحمد الله، أدام الله عليها وعلى القراء الأعزاء ومن يحبون السلامة والعافية. في أحيان كثيرة يتوجب علينا اتخاذ القرار في أمور هامة في حياتنا، خاصة حول الصحة، وتعتمد قدرتنا على اتخاذ القرار الصائب على أمور عدة، منها وضوح الرؤية والشفافية حول تلك الأمور من الوزارات المعنية تساندها في ذلك وسائل الإعلام، ومنها ما نمتلكه من مهارة التفكير المنطقي التي تخفف من انسياقنا وراء الشائعات، كذلك مدى إيماننا بقوله صلى الله عليه وسلم «اعقلها وتوكل» لكن بعض الناس تغلب عليهم العاطفة، فيحكمون عواطفهم بدل عقولهم. إن الوضوح والشفافية وذكر الإحصائيات الدقيقة في وسائل الإعلام المختلفة عن عدد الإصابات ونوعية الحالات المصابة وأعمارها ومكان وجودها، والوجهة التي يقصدها من يشتبه بإصابته، مما يحد من انتشار الإشاعات ومما يساعد على تصرف الناس بعقلانية وبدون هلع، على عكس ما قد يسببه التكتم من بيئة مناسبة لانتشار الشائعات، وتهويل الأمور، خاصة مع وجود الإنترنت وتداول الأخبار غير الدقيقة في المنتديات وسرعة انتشارها. أما عن لقاح انفلونزا الخنازير، ومدى سلامته وخلوه من الأعراض الجانبية، وهل نتجرأ ونستعمله، فهو قرار آخر علي اتخاذه تشاورا مع زوجي، رب الأسرة، ومع أنني أؤمن بنظرية المؤامرة إلا أن ترددي في استخدام اللقاح ليس سببه المؤامرة لكنه لقاح جديد لا يمكن الجزم بالاستفادة منه دون أضرار، وما دامت أمور العدوى في الحدود الطبيعية، فإن خيار عدم التطعيم ما زال الأنسب من وجهة نظري في هذا الوقت، وقد يتغير رأيي في حال استجدت أمور أخرى وعندها لكل حادث حديث. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135مسافة ثم الرسالة