تنفس السعوديون الصعداء عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قراره بتأجيل الدراسة لمراحل التعليم العام لحين تأمين لقاحات أنفلونزا الخنازير والوقوف على الاستعدادات الكاملة للخطة الوقائية ومراجعتها ومتابعة تنفيذها على المدارس. لكن ذلك لم يخفف كثيراً من خوف السعوديين من الوباء العالمي، إذ باتت تصريحات المسؤولين في وزارتي الصحة والتربية والتعليم وجبات يومية ينتظرونها بترقب، خصوصاً مع تردد إشاعة مفادها أن الدراسة في مدارس التعليم العام قد تؤجل مرة أخرى، خصوصاً أن اللقاحات لم تصل بعد، على أن تصل بعد ثلاثة أسابيع تقريباً بحسب تأكيدات المسؤولين في وزارة الصحة السعودية. وحدّدت وزارتا الصحة والتربية والتعليم إجراءات وقاية لحماية أكثر من 5 ملايين طالب وطالبة من أنفلونزا الخنازير وعمّمت على المديريات الصحية وإدارات التعليم بإصدار التعليمات اللازمة والتدابير الواجب اتخاذها لحماية الطلاب والطالبات من المرض. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية الدكتور خالد مرغلاني ل «الحياة» إن كيفية التعامل مع المدارس وجماهير المباريات وأماكن التجمعات تناقش في وزارتي الصحة والتربية والتعليم إضافة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتتم من خلال اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية والتي تسترشد برؤى وموجهات مراكز ومنظمات علمية عالمية ومنها منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أميركا وأوروبا. في الوقت نفسه أمرت وزارة التربية إداراتها بتشكيل لجان فنية تتركز مهماتها على متابعة تنفيذ التدابير الواجب اتخاذها لحماية الطلاب من مرض أنفلونزا الخنازير والكشف المبكر عن الإصابات وتأكيد التشخيص وتقديم العلاج. ومن شأن الإجراءات التي اتخذت أن تفرض على كل مدرسة تشكيل لجنة صحية لنشر الوعي الصحي بين الطلاب حول الإجراءات الوقائية من المرض ورصد حالات الإصابة بالأمراض التنفسية والأنفلونزا الموسمية والربو وإبلاغ الصحة المدرسية عنها، إضافة إلى تخفيف ازدحام الطلاب ضمن الصفوف، بزيادة المسافة بين المقاعد، والتهوئة الجيدة داخل الصفوف والممرات وبشكل متكرر ودائم طيلة العام الدراسي. ونفذت وزارة التربية والتعليم دورات تدريبية تستهدف العاملين في المدارس لتزويدهم بالمعلومات الضرورية عن المرض وأعراضه وطرق انتشاره واكتشافه والتبليغ عنه والوقاية منه وقد تم عمل دليل للمعلم في هذا الصدد، إضافة إلى إعداد الإرشادات والنشرات والملصقات لتوعية المجتمع المدرسي ضد هذا المرض والاستعانة بما توفره وزارة الصحة لتوزيعه على المدارس. ووفرت ما يدعم التوعية الصحية من أفلام ومشاهد تمثيلية، إذ ستقوم الوزارة بإعداد فيلم تلفزيوني توعوي وخمس رسائل تلفزيونية وخمس رسائل إذاعية وفيلم كرتوني لاستخدامها في المدارس. وبدأت قصة تعاون التربية والصحة على حماية الطلاب والطالبات جراء الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير عندما وقع وزيرا الصحة والتربية والتعليم مذكرة تفاهم في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي حول مجالات الصحة المدرسية، فضلاً عن توقيعهما وثيقة الإجراءات التنفيذية الخاصة بوباء أنفلونزا الخنازير، بهدف الحد من انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية. ويبدأ تنفيذ الاتفاقات مع بداية أول يوم دراسي لكل مرحلة. وتتولى وزارة الصحة هذه الأيام تزويد وزارة التربية والتعليم بالمواد التدريبية والتوعوية بالوباء والمشاركة في تدريب الكوادر الصحية في الصحة المدرسية على الاكتشاف المبكر للمرض والترصد الوبائي وطرق الإبلاغ ومكافحة العدوى والمشاركة في برامج التوعية بوباء أنفلونزا الخنازير للكوادر التربوية والطلبة في المدارس، علاوة على المشاركة في إعداد دليل إرشادي للمعلم حول وسائل التوعية وطرق اكتشاف المرض وكيفية التعامل معه، وتزويد وزارة التربية بالمواصفات الفنية لأجهزة قياس درجة الحرارة ومعقمات الأيدي والمشاركة في الزيارات الميدانية للمدارس. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصدر قراراً في 17 أيلول (سبتمبر) أجل فيه الدراسة في مدارس التعليم العام (أسبوعين للمرحلة الابتدائية وما دونها، وأسبوع للمرحلتين المتوسطة والثانوية)، واستثني التعليم الجامعي.