رغم أن الله تعالى عد الطلاق أبغض الحلال إليه، إلا أن كثيرا ممن لا يحسن قراءة ما وراء النصوص ينطلق في قراره من جزئية كون الطلاق حلالا، فيما لم يقم أدنى اعتبار إلى أنه أبغض الحلال، فتحول هذا البغيض إلى أداة رخيصة للابتزاز والضغط والتهديد عند من لا يملك أدوات القيادة الناجحة داخل منزله، فيما آخرون أكثر استهتارا ولا مبالاة يتعاملون مع هادم الأسر ومفرق الجماعات على أنه كلمة من أربعة أحرف لا تكلف قائلها سوى جهد النطق بها. للأسف أصبح الكبرياء والعناد هو المتحكم الأول في العلاقات الزوجية إلى جانب التركيز المفرط على ما يعتبرونه مشكلة، وهو التناقض بين الطرفين في سلوك أو خلق أو عادة، وكأن أيا منهما كان يتوقع أن يرتبط بطرف يشبهه حد النسخة الأصلية، وهذا ما لا يمكن تحقيقه أو توقعه عند من يود أن يعيش حياته بواقعية بعيدا عن تشبثه برأيه وقناعاته وفطرته وطبيعته الإنسانية، فليس ما تراه أنت يجب أن يراه الآخر. لماذا لا يتنازل أحد الطرفين للآخر في الحدود التي تضمن استمرار الحياة واستقرار الأسرة؟ لماذا يرى الزوجان في كثير من الأحيان أن الطلاق هو الحل الأفضل بينهم وعند حدوث المشكله نجد أن أول شيء يأتي في الذهن كلمة (طلاق). لماذا لا يتحاور الزوجان ويتصارحان بهدوء وروية وحكمة ويحكمان العقل، ويفسدان على الشيطان مخططه الرهيب في إيذائهما وإيذاء أبنائهما؟ لماذا يتخذان قرارا طائشا ينهي الحب والعشرة والمودة ويشتت الذرية فيتحول الأطفال إلى أكبر خاسر في طرفيها العناد والتحدي والكبرياء المصطنعة. مهند إسحاق جدة