يأتي الاحتفال بيوم الطب النفسي هذا العام في ظل تطور هائل في كل المجالات مع النقلة العالمية في الإنترنت وسرعة نقل المعلومات التي لا شك أنها أتت بالخير في المجال العلمي، وكان للطب النفسي رصيد لا يستهان به في ذلك، وبدأ يذوب ثلج المعتقدات الخاطئة التي وقفت حائلا في بعض الثقافات، وكان منها معنى أن المرض النفسي هو الجنون وأن الأدوية هي أدوية إدمان وتسبب مشاكل وخطورة شديدة على الصحة وأن الأطباء النفسيين ما هم إلا أشخاص يحملون الكثير من العقد النفسية وأصحاب طابع غريب وأنهم أقرب للمرض النفسي عن غيره. تلك الأفكار الخاطئة وقفت وكأنها سد منيع بين الإنسان وراحته النفسية وأصبح لديه رعب وخوف شديد من مجرد التفكير في الذهاب إلى الطبيب النفسي عند إحساسه بأعراض نفسية سلبية. ولكن لابد أن نعلم أنه بفضل الله تعالى توفرت الآن أدوية نفسية لم تكن موجودة من قبل، ونتائجها مبهرة، وأن الجلسات الكهربائية التي كان يخافها ويهابها البعض أصبحت آمنة ومطمئنة وتعجل بالشفاء، وقد أساء الإعلام سابقا من أفلام ومسلسلات لتلك الجلسات مما زاد الهوة لتلك العلاجات، فبنت حائطا منيعا كله خوف ورعب، ولكن الآن مع زيادة التعلم والثقافة واطلاع البعض على أحدث الوسائل العلاجية في العالم والتي من الله على هذا البلد بتوفرها تغيرت بعض الآراء والمفاهيم التي خيم عليها الجهل وبدائية التفكير، ولابد لنا أن نقول إن المرض النفسي مثله مثل المرض العضوي «داء يتطلب الدواء» وأن الطبيب النفسي رجل مؤهل تماما للتعامل مع المرضى النفسيين بكفاءة وحرفية مطلقة ويجاهد معهم يخلصهم من آلامهم ويخرجهم من عزلتهم التي فرضها المرض عليهم ليعيشوا أسوياء داخل المجتمع. ولابد أن نشير كذلك إلى أن الدواء النفسي ليس سما أو مادة ضارة بل على العكس هو نعمه من الله عز وجل، وعلينا أن نستفيد منها ونسعى إليها حتى لا تتحول الأعراض البسيطة التي نعاني منها إلى أمراض مزمنة يصعب علاجها بعد ذلك، والله المستعان. أيمن ياسين أخصائي العلاج النفسي