ساهم ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في التاريخ بتراجع مبيعات محلات الذهب بالمنطقة الشرقية إلى ما يعادل 60 بالمائة، وتوجّه النساء إلى شراء المنتجات الحديثة كالذهب الأبيض والإكسسوارات الأوروبية التي تعتبر البديل الأوحد والأرخص سعراً. وخالف هذا التراجع توقعات تجار الذهب في المنطقة الشرقية التي توقعت ارتفاع معدل مبيعات السوق المحلية خلال الإجازة الصيفية التي تعدّ موسماً للأعراس والمناسبات الأخرى، وإقبال المستهلكين على شراء الذهب. وقال عضو لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية علي العبدالعزيز: كان لارتفاع أسعار الذهب عالمياً ردة فعل قوية ساهمت في تراجع مبيعات المحلات بالمنطقة الشرقية إلى نسبة 60 بالمائة؛ لأن المستهلك أصبح يبتعد عن شراء الذهب كلما زاد سعره في الأسواق، كما أن التوقعات خلال الفترة الماضية لم تتحقق ولم نحصل على العوائد الجيدة رغم تزامن موسم الصيف الذي يعتبر موسم الأعراس والحفلات مع دخول شهر رمضان المبارك. وأضاف إن الارتفاع في أسعار الذهب الحالي طبيعي وخارج عن إرادة جميع التجار وليس أمامهم حل إلا أن ينشطوا مبيعاتهم من خلال الدعاية والإعلان وبعض العروض التسويقية. وأشار تاجر الذهب جواد الناصر إلى أن سوق الذهب المحلية تأثرت كثيراً بالأسعار العالمية التي سجّلت في الأسبوع الماضي أعلى سعر في التاريخ حيث وصلت الأونصة إلى 1816 دولاراً أمريكياً والكيلو إلى 215 ألف ريال. وأكد الناصر أن تجار الذهب توقعوا زيادة معدل المبيعات خلال الإجازة الصيفية إلا أن تلك التوقعات لم تتحقق بسبب الارتفاعات الأخيرة التي جعلت مبيعات المحلات تتراجع بنسبة تتراوح من 30 – 50 بالمائة، حيث أصبح الكثير من النساء يفضلن شراء الأوزان الخفيفة مثل ال 10 و20 جراماً، متوقعاً أنه مع بداية العام القادم سيصل سعر الأونصة إلى 2500 دولار. من جهة أخرى أكد رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية محمد الحمد قائلاً: لقد كانت سوق الذهب المحلية تعيش حالة ركود في الفترة الماضية، ولكن المبيعات بدأت بالتحرّك نحو الأفضل بعد المكرمة الملكية (الراتبين) ودخول موسم الإجازة الصيفية وشهر رمضان، وأتوقع انتعاشاً أكثر خلال المواسم القادمة. وأشار إلى أن الارتفاع العالمي في أسعار الذهب لم يؤثر على وضع سوق المملكة، وأن مبيعات الذهب بالشرقية تتحرّك بنسبة 10 بالمائة عند دخول كل موسم جديد. وبيّن الحمد أن لجنة الذهب قدمت خلال الأشهر الماضية عدة طلبات للجهات المختصة منها منع إقامة معارض الذهب الأجنبية بالمنطقة حتى لا تؤثر على المحلات المحلية مع أن هناك قراراً بوزارة التجارة يمنع هذا الأمر ولكنه غير مفعل، كما طالبت إدارة الجمارك بأن تكون رسومها الجمركية (5 بالمائة) فقط على مصنعية الذهب المستورد حتى تقل الأسعار على المستهلك، مشيراً إلى أن هذه الرسوم تساوي 10 ريالات في الجرام الواحد؛ لأن سعره حالياً ب 200 ريال، وأن الذهب الخام (سبائك) معفى من الرسوم الجمركية. (أسواق)