الأغنية العربية محللة للجميع، محرمة على الأزواج فقط، فالزوج لا يمكنه الغناء لزوجته، ولا الزوجة قادرة على ذلك أيضا، فإن حدث فإن ذلك أقرب إلى نذير الشؤم منه إلى الأمل والتفاؤل والحلم بأيام أجمل آتية، فكل ما تحتفظ به ذاكرة الغناء العربي في هذا الخصوص أغنيتين، الأولى للشحرورة صباح، والثانية لملحم بركات، ولا أدري أي فائدة مرجوة من الملاحظة التالية: كلتا الأغنيتين من لبنان، في الأغنية الأولى تقول الشحرورة ردا على اتصال هاتفي تعاملت معه بلطف، واعتبرته خاطئا فقط، رغم أن المتصل وكما هو واضح من الأغنية أكثر من الأسئلة: (غلطان بالنمرة .. أنا مش بيضا ولاسمرا .. أنا حنطية وشقرا .. عندي بيت وعندي ولاد .. وعندي جوز بيسوى بلاد .. وبيتي بشارع الحمرا)! وأول ملاحظة يمكن ذكرها هنا، أن الشحرورة استطابت حديث المتصل وأعجبها (تطويله) في الكلام، وكانت كريمة معه لدرجة أنها أعطته كامل مواصفاتها وعنوان المنزل أيضا، كان من الواضح أن زوجها الذي (يسوى بلاد) لم يكن غيورا أبدا ولا شكاكا طبعا، لكن الملاحظة الثانية التي يمكن ذكرها هنا أيضا تأخذ صيغة السؤال: من من أزواج السيدة صباح الذين تجاوز عددهم الأربعة عشر زوجا حسب التسجيلات الرسمية الذي تنطبق عليه هذه المواصفات؟ أما الأغنية الثانية فهي لملحم بركات، و فيها يقول بتأكيد لحني حاسم يناسب المسيرات العسكرية: (مرتي حلوة ما بطلقها .. يا سبحان اللي خالقها)، وقد صدق في نصف الحكاية فقط، فقد كانت (مرته) حلوة فعلا، وهي لا زالت كذلك، لكنه بعد الأغنية بقليل طلقها فعاقبته و عاقبتنا، حيث أصبحت هي الأخرى مغنية بعد أن باحت للصحف ببعض أسرار الزواج الفاشل، لم يكن من بين ما باحت به هذا الذي تهمهم به لنفسها: (مغنية مطلقة خير من زوجة مغني كاذب)!