ظاهرة الإنشاد والغناء الديني أصبحت تتنامى بشكل مضطرد، ليس كما كان هو الحال بالأمس الذي كان حكرا على الطرح الصوفي فقط، كان ذلك مع ظهور الفنان سامي يوسف وأستاذه الشاعر الذي قدمه للساحة لأول مرة.. في هذا الإطار بدأ براء الخريجي تعاملا جديدا مع عدد من شباب هذا الاتجاه منهم المصري حمزة نمرة الذي التقته «عكاظ» بعد طرحة ألبومه الأول، وسألته عن توقعاته لتجربته الأولى التي طرحها في الأسواق العربية والعالمية بعنوان «احلم معايا» من إنتاج Awakening البريطانية بمشاركة مجموعة كبيرة من المؤلفين والملحنين والموسيقيين، حيث قال: الألبوم يمثل ما خططت له منذ بداية تجربتي، فهو يحتوى على عشر أغنيات منها: أحلم معايا، شد الحزام، يا رب، وأنا في طريقي باجري، كنا ونحن صغار، التغريبة، ياطير، مرجيحة، وفتح شببيك عينيك، وأسعدني أن فيرجين قد أكدت دخول الألبوم ضمن أكثر عشرة ألبومات مبيعا. مثل هذه التجربة هل تحتاج إلى فريق عمل خاص؟ نعم من المؤكد أن شعراء وملحنين من طراز خاص هم من يشاركون في مثل هذه الأعمال الفنية، وقد شارك في كتابة بعض الأغنيات إلى جانب سامح خيري، بديع خيري، جمال الاقصري، وفي التلحين وتوزيع الموسيقى شاركت د. دينا حسن مع فرحات، كما شارك في توزيع الموسيقي مايكل بطرس واندريا عماد. هل عرفت قارئنا على شخصيتك وبشكل أكبر؟ أنا من مواليد عام 1980م، وبدأ اهتمامي بالموسيقى في سن مبكرة. ولما بلغت السابعة عشرة، بدأت في تعلم الموسيقى والغناء، واختلطت مع معظم الاتجاهات الموسيقية السائدة في الإسكندرية ذلك الزمن، وكان من ضمنها اتجاه إحياء نموذج الفرق الموسيقية، وفي عام 1999م التحقت بفريق «الحب والسلام» بقيادة الموسيقي الراحل «نبيل البقلي»، وقد أثرت تلك الفترة بشكل كبير في تكوين شخصيتي الموسيقية والإنسانية، حيث تعلمت على يد نبيل البقلي التأليف الموسيقي والتلحين، وخلال الفترة من 1999 2000م قدمت العديد من العروض مع فريق الحب والسلام كمغن وعازف جيتار، مما أكسبني خبرة فنية جيدة وصقل موهبتي بشكل كبير. هل استمرت هذه التجربة طويلا؟ نوعا ما.. لكنني استقللت عن فريق «الحب والسلام» عام 2001، وقدمت نموذجا للفريق الموسيقي تحت اسم «نميرا» وكان ذلك بمثابة أول مشروع موسيقي لي، وبدأت تقديم العديد من الألحان من خلال الفريق، حيث كنت مغني الفريق وعازف الجيتار حتى عام 2004م. لقد حاولت أن أعبر عن أفكاري وقضايانا المعاصرة التي يعيشها المجتمع المصري والعربي بأسلوب فني لا يخلو من الأصالة المصرية والعربية، مع مزجها بالأنماط الموسيقية الغربية المعاصرة. هل يعتبر نمرة مختلفا عن غيره من المنشدين؟ أرى أنني لست إلا واحدا من هذا الجيل الذي نشأ في ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية مختلفة عن الأجيال السابقة، ليس المهم أيهم كان أصعب، لكن من المؤكد أن هذه الظروف قد شكلت وجدان وأفكار هذا الجيل. وهو ما أحاول أن أقوم به للتعبير عن هذه الأفكار بشكل غنائي، يلمس فيه المستمع صدق المعاني وإنسانية الفكرة. من هم نجوم هذا الفن ممن اتجهوا إلى الإنتاج أيضا؟ كثيرون.. فإلى جانب الإنتاج الفني هناك التوزيع ونشر الأسطوانات والكتب الفنية الهادفة، فمن زملائي الفنانين سامي يوسف من بريطانيا ومسعود كورتس تركيا، ومحمد الحداد السعودية، وماهر زين السويد، وسعد شماري ألمانيا، وحمزة روبرتسون ونزيل أعظمي وحسين زهاوي من بريطانيا. هل هناك ما يمنع التمازج بين ما تقدمونه أنت وزملاؤك وما يقدمه مطربو الساحة الغنائية العادية؟ فقط في التوجه، أما الموضوع كله موسيقى وغناء، وخلال الدورة الأخيرة من مهرجان هلا فبراير في الكويت كانت لنا مشاركة بارزة في ألواننا الغنائية وذلك من مشاركات زملائنا المطربين من الألوان السائدة، كما شاركت في مهرجان غنائي إنشادي رمضاني كبير في الجزائر. ما الذي جعلك تدخل تجربة سيد درويش الفنية في ألبومك الأول من خلال تجديدك لأغنيته الشهيرة «شد الحزام» من كلمات بديع خيري؟ أنا مرتبط بفن وعبقرية فنان الشعب سيد درويش، كما أنني ابن مدينته الإسكندرية التي ولدت فيها رغم أني عشت سنوات طفولتي في السعودية بحكم عمل الوالد كطبيب قرب الرياض.