يذكرني إصرار وزارة المياه والكهرباء بأن الباحة لا تحتاج حاليا محطة لتحلية المياه بإصرار وزارة النقل سابقا أن الباحة لا تحتاج طريقا مزدوجا إلى الطائف وأن الحوادث والوفيات اليومية يتحملها قائد المركبة، واستمرت هذه النظرة لسنين عديدة حتى أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله بإنشاء الطريق المزدوج، بعد زيارة له عندما كان رعاه الله وليا للعهد، حيث سلك الطريق برا وقطع قرابة 200 كيلو متر ووقف على معاناة سالكي الطريق الذين يقطفون الآن ثمرة اللفتة الأبوية وينعمون بطريق رحب فسيح مزدوج. ووزير المياه عندما زار منطقة الباحة بداية الصيف الماضي توقع الكثير من سكان المنطقة بأنه جاء ليزف البشرى بإنشاء محطة تحلية على البحر لتنعم الباحة وما يجاورها بمياه ذات مصدر مأمون وقريب، إلا أنه أكد بأن لا حاجة لها حاليا، الآن الباحة تغرق في جفاف غير مسبوق ولعل «عكاظ» خلال الأسبوع الماضي رصدت جفاف سد العقيق ولأول مرة منذ إنشائه منذ نحو 28 سنة وهو يغذي المنطقة بالمياه والمصدر الرئيسي لسقياها، ومحطة تحلية للباحة هي الخيار الوحيد والأول لتوفير الأمن المائي للمنطقة، فيما تبقى مياه الأمطار والآبار والسدود خيارا احتياطيا كون مياه الأمطار ليس لها موعد أو كمية مقدرة وعلم نزولها من عدمه عند الله جل في علاه، ولعل جفاف آبار عردة وفشل مشروعها خير شاهد على ذلك. محطة تحلية بالمظيلف ستكون محطة داعمة لأختها في الشعيبة واعتقد أنها أفضل لسقيا الطائف والقنفذة وتهامة، بالإضافة إلى الباحة وتخفيف العبء على محطة الشعيبة وتقليل مسافة الضخ وخطوط نقل المياه الرئيسية. لذا أرجو أن تعيد وزارة المياه النظر في عدم تركيز جهد تحلية البحر في مكان واحد، فبدلا من توسعة محطة واحدة وتمديد المئات من الكيلو مترات بما فيها من جهد عال ومكلف للضخ ومحطات التكرير وخزانات فربما أن إنشاء محطة أخرى قريبة من مناطق الاحتياج أكثر أمانا وأقل تكلفة. وتبقى محطة الشعيبة العريقة لأهل جدة ومكة، التي نقرأ كثيرا أن بعضا من أحيائها لا تزال تعاني شحا في المياه. غانم محمد الحمر الباحة !!Article.extended.picture_caption!!