أعلن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، وكيل إمارة منطقة الباحة بعد لقائه وزير المياه المهندس عبد الله الحصين، أن مشاكل المياه التي واجهتها منطقة الباحة خلال الأعوام السابقة ستحل مع وجود مصادر إضافية للمياه، إلى جانب ما سيتم ضخه من محطة الشعيبة، وما سينفذ من مشاريع خلال الثلاث السنوات القادمة والتي ستضخ 140 ألف متر مكعب يوميا. وأوضح الأمير فيصل بن محمد، أنه سأل الوزير الحصين عن إمكانية إنشاء محطة تحلية خاصة بمنطقة الباحة، فأكد له «أنه إذا وجدت ضرورة لذلك فلن تستثنى الباحة من هذا المشروع». من جهته، رد وزير المياه على سؤال حول توجيه وزير الداخلية بضرورة إنشاء أكثر من محطة تحلية، وعدم الاعتماد على القائم حاليا كناحية أمنية، قائلا: إن تحلية الشعيبة ليست محطة واحدة بل أربع محطات في مواقع مختلفة، ولكل محطة عدد من الوحدات مستقلة بذاتها، لافتا إلى أن محطة الشعيبة «المرحلة الثانية» تضم ثمان وحدات، وراعت الوزارة الناحية الأمنية في إنشائها. وعن عدم كفاية مصادر المياه الحالية في الباحة لاعتمادها على مياه الأمطار، أشار إلى أن المخطط لديهم خلال الثلاث السنوات القادمة سيفي بحاجة الباحة، إذ ستضخ الوزارة في المرحلة الأولى 40 ألف متر مكعب من محطة الشعيبة مباشرة، وهي تمثل ثلاثة أضعاف المصادر الحالية ويمكن زيادتها متى ما دعت الحاجة، بخلاف المصادر الأخرى كسد ثراد والجانبين وعردة. وأشار إلى أن حصة الفرد من المياه سترتفع في منطقة الباحة خلال عام 1434ه إلى 314 لترا، كأعلى حصة على مستوى المملكة، مؤكدا أن منطقة الباحة لن تعيش أزمة مياه مستقبلا. وجدد الوزير تأكيده أنه متى ما احتاجت الباحة لمحطة تحلية سواء من الشعيبة أو المظيلف، فسيوفر لها ذلك. وحول ما إذا عملت الوزارة على إيجاد حلول لتفادي أزمة المياه خلال فترة الصيف القادم، أشار الحصين إلى أن المنطقة ستغذى خلال فترة الصيف القادم من ثلاثة مصادر جديدة، إذ ستضخ من الشعيبة كميات تتراوح بين خمسة وعشرة آلاف متر مكعب، إضافة إلى ارتفاع منسوب المياه في آبار عردة وتضخ خمسة آلاف متر، فيما سيضخ سد ثراد عشرة آلاف متر، كما أن المياه المتوفرة في سد ثراد تزيد عن ثلاثة ملايين متر. وسعى الوزير الحصين إلى طمأنة أهالي الباحة بأنهم لن يواجهوا مشكلة أو أزمة مياه خلال فترة الصيف. وفيما يتعلق بإمكانية تولي الوزارة مشروع توزيع المياه بدلا من إسناده إلى بعض المؤسسات ذات الإمكانيات المتواضعة، أوضح أن شركة المياه الوطنية بما تحمله من إمكانيات تولت العديد من المناهل، كالفيصلية في الطائف، وكيلو 14 في جدة، وستتولى مسؤولية توزيع المياه في مكةوالطائف، وسيعلن قريبا إسناد توزيع المياه في خزان شهبة في الباحة لهذه الشركة. وفيما يتعلق بتعثر وتوقف أعمال سد وادي عردة، وما إذا كان سببه خلافا بين المقاول والوزارة، أكد وزير المياه عدم وجود خلاف وراء توقف العمل، مرجعا أسبابه إلى مشاكل واجهها المقاول خلال عملية الإنشاء، لافتا إلى أن لدى الوزارة خيار سحب المشروع من المقاول إذا تأخر في التنفيذ. واستدرك الوزير الحصين بالقول «إلا أنه ومن خلال تجربتنا في هذا الجانب، فإن هذا الإجراء يؤدي إلى تأخير أكبر في تنفيذ المشروع، ولذلك اجتمعت مع مقاول سد وادي عردة أكثر من ثلاث مرات، وتحسن الوضع كثيرا برغم البطء، لكن المشروع سينتهي». وأوضح وزير المياه أن المبالغ التي اعتمدت خلال السنوات الثلاث الماضية لتنفيذ مشاريع المياه في الباحة وصلت إلى قرابة مليارين ونصف المليار، حيث نفذت عدد من المشاريع بقيمة تصل إلى نصف مليار والباقي تحت مليار ريال. وكان الوزير الحصين، جال أمس مع مسؤولي المياه في الباحة على سد وادي ثراد، وناقش معهم جملة من المواضيع في هذا الجانب.