تدور أحداث رواية «مس العشاق» لصلاح معاطي حول فتاة في الثلاثينيات من عمرها، تعمل في مركز تجميل خبيرة في وضع الماكياج على وجوه شخصيات معروفة في المجتمع. ويوظف الكاتب هذا الماكياج رمزا لقناع تختبئ خلفه شخصيات كثيرة في الرواية.. لتخفي العيوب وتزيف علامات القبح والدمامة. بطلة الرواية «نرجس» هي بطلة الظروف التي شكلت وجدانها وحياتها، وقد تعمد الكاتب هذا الاسم لتكون رمزا للزهرة الوديعة التي في داخلها قلب نابض، لكن الناس لا تراه ولا تحس به. رغم الخلفية الفقيرة التي أتت منها نرجس إلا أن مهارتها في وضع الماكياج مكنتها من التعامل مع أهم الأسماء والدخول إلى قاعات المجتمعات الراقية وحفلاته وسهراته من بوابة التجميل وأدوات الماكياج. فكما تذكر البطلة في الفصول الأولى من الرواية «إن الماكياج هو العالم الذي تجد فيه نفسها»، حيث تعيش بين الوجوه وتدرس ملامحها وتكويناتها لتستخدم ريشتها فترسم ظلالا وخطوطا، وكأن الوجه البشري لوحة تشكيلية، فتشعر حينها أنها فنانة لها فلسفتها الخاصة، وهذا ما جعل جميع زبائنها من «العيار الثقيل». إلا أن نرجس تكشف هؤلاء المتربعين على أبراجهم العالية، فتتعلم كيف تزيل من على وجوههم الماكياج كقناع بمهارة لتجد أن خلف الشخصيات الوقورة والهامات العالية نفوسا ضعيفة ونهمة تنهار بسهولة. كما تناولت الرواية حوادث تهريب لعلب ماكياج وكريمات تجميل غير مطابقة للمواصفات، لتكتشف أن المسؤول عن عملية الغش والتهريب هو زوج لأشهر زبونة من زبائنها، لتعمل جاهدة على كشف الحقيقة من قناعه الأرستقراطي المحكم. تتسم الرواية بطابع العفوية والارتجال، إضافة إلى كونها مثقلة بالتفاصيل الدقيقة خصوصا فيما يتعلق بكل ما تتحرك وتلفظ به بطلة الرواية نرجس، بل إن كمية التفاصيل الموجودة في أحداث الرواية الواقعة في 27 فصلا كأنواع السيارات والدقة في اختيار أسماء الشخصيات إضافة إلى عنوان الرواية «مس العشاق»، تجعل من الرواية عملا تلفزيونيا أو فيلما تسجيليا بامتياز، كون أغلب العبارات المستخدمة، بل يكاد يكون جميعها هي ما يتداوله العامة في حياتهم اليومية كالأمثال الشعبية. يضاف إلى ذلك أن أعمالا كثيرة للكاتب تحولت إلى أعمال فنية مصورة من أشهرها المسلسل التلفزيوني «السلمانية»، و«الحب فوق السطوح»، و«البحث عن شمندل»، ومسرحية «عائلة السيد رقم واحد». رواية «مس العشاق» تعالج مشكلات المجتمع والفساد الذي يطرأ على بعض شخصياته البارزة، من خلال الماكياج كقناع حقيقي ورمزي في الوقت نفسه، ومن خلال شخصية نرجس التي تحرك الأحداث.