السجناء المفرج عنهم يواجهون مشكلة ردود فعل سلبية من المجتمع تجاههم وعدم تقبلهم كأفراد يعملون وينتجون كغيرهم، ما يؤثر كثيرا على حالتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية، ويسبب لهم ولأسرهم الكثير من المتاعب. قبل أيام تجددت شكوى عدد من المفرج عنهم حديثا من عدم تقبل المجتمع لهم بعد انتهاء العقوبة، وشرحوا معاناتهم خصوصا في ما يتعلق بالحصول على عمل يعيشون من مردوده ويقيهم العوز والحاجة، رغم رغبتهم الجادة في بدء حياتهم من جديد والاتجاه إلى العمل والبعد عن الأسباب التي أدخلتهم السجن في السابق. في مركاز جمع منير يحيى إبراهيم، أبكر محمد عبد الله، سعد سالم، وعلي عبد الرحمن كريم، كان الحديث بينهم عن أحد جيرانهم الذي خرج من السجن قبل شهرين، وأبلغهم أنه يبحث عن وظيفة ولكنه لم يجد حتى الآن، ودار بينهم حديث طويل عن معاناته وأمثاله. منير: الحمد لله على خروج «إبراهيم» من السجن؛ لكن أحرجني قبل يومين وطلب مني أن أبحث له عن وظيفة، هل تعرفون أحدا يوظفه؟. أبكر: «إبراهيم» يستاهل كل خير فهو طيب، لكن الوظائف صعبة حاليا وأنت تعرف ذلك. منير: لكن مشكلته أنه خارج من السجن، وهذه مشكلة تواجهه والكثير أمثاله. سعد: نتمنى مساعدته، لكن أنت قلتها أي أحد يخرج من السجن يواجه صعوبات في الحصول على عمل. علي: بصراحة لا بد أن يوجد حل لمثل هذه المشاكل، ثم أن السجين نال عقابه ومن حقه ان يعيش حياته بشكل طبيعي بعد خروجه. منير: المشكلة في المجتمع،إذ لا بد أن تتغير نظرته للسجين بعد خروجه من السجن، وفي المقدمة أصحاب الأعمال، أي لا بد من قبول أي شخص في العمل المناسب، حتى لو كان سجينا سابقا، المهم أنه يملك المؤهلات المطلوبة التي تحتاجها الوظيفة. سعد: والتوعية أمر مهم وضروري، ولا بد من محاربة النظرة المجتمعية السلبية للسجناء. علي: هناك جهات كثيرة مسؤولة عن ذلك مثلا «التلفزيون» له دور كبير في التوعية المجتمعية وبأشكال كثيرة، كذلك الصحف وكل وسائل الإعلام الأخرى. أبكر: لكن هناك جهات أخرى يجب أن تساهم، مثل مكاتب العمل وإدارة السجون. منير: قبل أيام أعلن مكتب العمل في جدة أن هناك تنسيقا مع السجون لتوظيف السجناء بعد انتهاء محكوميتهم، ودراسة مؤهلاتهم والمجالات التي يمكن لهم العمل فيها. أبكر: المهم التعاون بين مكتب العمل والقطاع الخاص. علي: السجون تقوم بدور كبير في تأهيل ورعاية السجناء وأسرهم، حتى بعد الإفراج عنه وتحرص على دمجهم في المجتمع، واتخذت لجنة رعاية السجناء شعارا لها تحت عنوان (إصلاح السجناء ورعاية أسرهم ليكونوا أفرادا منتجين في المجتمع)، وهذا دليل على حرصها على السجين. سعد: وهذا دليل على أن الخلل في المجتمع والمفاهيم الخاطئة عن السجين. منير: هذا هو السبب الوحيد الذي يجعلنا نطالب بتوعية المجتمع، لأنه إحقاقا للحق هناك جهات تقوم بدورها على أكمل وجه ومنها إدارة السجون، لكن لا بد أن تتضافر الجهود حتى تتحقق النتائج. علي : لا تنسوا أن عدم تقبل المجتمع للسجين ربما يساعد على انتكاسه وظهور جرائم أخرى. أبكر: وهذا الشيء وارد، وفي أحيان كثيرة يخرج السجين ويرجع إليه مرة أخرى، والسبب عدم احتواء المجتمع له. سعد: توجد أشياء مهمة يجب معرفتها ومن الأهمية محاولة تغييرها، لأن البعض يعتقد أن السجين مجرم حتى بعد خروجه من السجن، ومن وجهة نظري أن الأعمال الحرة مجال مناسب لمساعدة المفرج عنه ليبدأ حياته من جديد، ودعمه معنويا وماديا ومهنيا واجب مطلوب، ليبدأ المشروع الذي يتناسب مع قدراته ومؤهلاته. منير: هذا حل، ولكن لا أعتقد أن كل السجناء ينجحون في الأعمال الحرة، ولا بد حل عام وشامل. أبكر: كثير من السجناء تغلق جميع الأبواب أمامهم ونتمنى أن يتفهم المجتمع وضعهم ويساعدهم. منير: هذا ما نتمناه وأتمنى أيضا تكاتف كل الجهود، سواء المجتمع أو الجهات الحكومية والقطاع الخاص من أجل مساعدة أي سجين أنهى محكوميته، وبالتأكيد أن النتائج أولا وأخيرا ستكون في مصلحة الوطن.