نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رعى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية حفل افتتاح الملتقى الثاني للجان رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم " في القاعة الكبرى بفندق الفورسيزون بالرياض. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين ونائب رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء اللواء الدكتور علي بن حسن الحارثي والأمين العام للجنة الوطنية لرعاية السجناء محمد بن عائض الزهراني. وأفتتح سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز فور وصوله ، المعرض المصاحب للملتقى ، حيث تجول سموه في المعرض وشاهد ما يضمه من أجنحة وأقسام ومنتجات أسر السجناء. بعد ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى مدير عام السجون نائب رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي كلمة أشاد فيها برؤية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وحرصه على العمل الإنساني والخيري ومن ذلك إنشاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم. وقدم الدكتور الحارثي شكره لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية على دعمهما لأعمال اللجنة. ثم شاهد الجميع عرضا مرئيا عن أعمال اللجنة. بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة عبر خلالها عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على دعمه للجنة, ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على تفضله بقبول الرئاسة الفخرية للجنة ودعمه لها. ونوه الدكتور العثيمين بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وحرصها واهتمامها بنزلاء السجون والإصلاحيات والمفرج عنهم وأسرهم , مشيرا إلى أن اهتمام اللجنة امتد ليشمل أسر السعوديين المسجونين بالخارج الذين تقيم أسرهم بالمملكة. وقال معاليه: إن اللجنة تسعى إلى تقديم الرعاية بمفهومها الشامل لجميع الفئات المشمولة برعايتها , فلا تقف عند حد تقديم الدعم المالي والعيني , بل تمتد إلى الرعاية بمفهومها الشامل من خلال برامج تأهيلية واجتماعية ونفسيه وصحية وتعليمية , مع إعطاء برامج التدريب والتأهيل والتوظيف الاهتمام الأكبر. وأوضح معالي وزير الشؤون الاجتماعية حرص اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم على تنفيذ أسبوع توعوي سنوي من خلال فروعها بهدف التعريف باللجنة وأهدافها وبرامجها , وحث أفراد ومؤسسات المجتمع على تفهم ظروف نزلاء السجون وأسرهم. إثر ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة أوضح فيها أن دين الإسلام جاء بما يصلح الفرد والجماعة وما يحقق لهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، لافتا إلى أن شريعة الإسلام جاءت أيضا بإصلاح حال المخالفين والشاذين عن الطريق المستقيم فوضعت لهم الحدود المناسبة. وأوضح سماحته أن السجن وضع للمحافظة على المخطئ حتى لا يتمادى في خطأه ويستمر في مخالفته ثم المحافظة على المجتمع ، مبينا أن السجن ليس لأجل الإذلال والتشفي والشماتة ، ولكنه للإصلاح والتوجيه وإشعار المخطئ بخطئه ومناقشته ودعوته إلى الخير من خلال الناصحين والموجهين. وأشار سماحة المفتي إلى أن السجون في المملكة تمتاز بالرعاية والنصح والتوجيه حتى يعودوا إلى المجتمع على أحسن حال. وقال سماحته : يجب ألا نحكم على الشخص بأن الخطأ متأصل فيه ولا يمكن تغيره، ولكن ننصح ونوجه ونرشد والقلوب بيد الله جل وعلا ، داعيا إلى النظر إلى أسباب الوقوع في الخطأ ومحاولة إصلاح من ارتكبه ، ومعالجة نظرة المجتمع السلبية للسجين بعد خروجه. بعدها استمع الحضور لنشيد ( أطفال السجناء ) قدمه عددا من الطلاب. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز كلمة عبر فيها عن سروره وسعادته لرعاية الملتقى الثاني للجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم نيابة عن سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي يأتي في ظل ما يحظى به السجناء والمفرج عنهم وأسرهم من رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - ومتابعة دقيقة لكافة شؤونهم وأوضاعهم واحتياجاتهم وتسهيل إجراءاتهم من سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وفق ما تمليه مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على التكافل ، والتراحم ، والتعاون ، والوقوف مع المحتاجين وتقديم العون والمساعدة لهم وتفريج كرباتهم وسد احتياجاتهم تحقيقاً لسلامة وسعادة أفراد المجتمع المسلم ، ومن ذلك رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم والوفاء باحتياجاتهم ومتطلبات الحياة الكريمة. وقال سموه: إن السجن وإن كان عقوبة شرعية لمخالفة بشرية فإن لهذه العقوبة أبعادها ومتطلباتها لتحقيق غاياتها ، إذ أن الهدف منه هو إصلاح حال السجين وكبح جماح نوازع الشر في نفسه وإعادة تأهيله ليعود عضواً صالحاً في مجتمعه ونافعاً لنفسه ولأسرته ، كما أن من متطلبات تحقيق هذه الغاية النبيلة الاهتمام بأسرة السجين وتلبية احتياجها حتى لا يلحق أي ضرر بها في غياب عائلها عنها ، كما أن هذه البلاد المباركة تتميز ولله الحمد في تعاملها مع السجين وظروف سجنه بوضع يكاد يكون غير مسبوق إليه في كثير من بلدان العالم ومن ذلك الخلوة الشرعية للسجين وتوفير الرعاية اللاحقة بعد خروجه من سجنه وتسهيل عودته إلى مجتمعه وتوفير فرص العمل له بما يساعد على استقراره النفسي والاجتماعي والمعيشي ويجنبه مؤثرات العودة إلى الانحراف تحت دوافع الاحتياج . وبين سمو الأمير احمد بن عبدالعزيز أن التعامل مع السجين في ظروف سجنه ورعاية أسرته وتسهيل الإفراج عنه مسؤولية دينية ، واجتماعية وإنسانية رفيعة القدر وعظيمة الأثر ، ولا يكفي في آدائها على الوجه المطلوب توفر الحماس لها والرغبة في تقديم العون والمساعدة لمن تقدم إليه هذه الخدمة الجليلة ، وإنما لا بد أن يتوفر لأداء هذه الرسالة الإنسانية المهمة آليات العمل المناسبة والفاعلة التي تحقق توجيهات القيادة الرشيدة وتفي باحتياجات ومتطلبات السجناء والمفرج عنهم وكذلك أسرهم ، وتتيح لرواد العمل الخيري والإنساني فرصة المشاركة في هذه الرسالة واستمرارية الرعاية للسجين وأسرته. وتمنى سموه أن يثمر الملتقى الثاني للجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم بتقديم رؤية أمثل لجهد أنفع وأكمل في مجال رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بإذن الله تعالى وتوفيقه. وعبر سمو نائب وزير الداخلية في ختام كلمته عن شكره وتقديره لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم والقائمين على الملتقى والمشاركين فيه لجهودهم واهتمامهم بهذا الشأن الاجتماعي المهم ، ولكل من قام وساهم مساهمة خيرية لإعادة السجناء أو أسرهم. بعد ذلك كرم سمو الأمير احمد بن عبدالعزيز الداعمين للجنة ورعاة الملتقى. حضر الحفل صاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع وصاحب السمو الملكي فيصل بن أحمد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن فيصل بن عبدالله بن عبد العزيز ومعالي مستشار سمو النائب الثاني الدكتور ساعد العرابي الحارثي ومعالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الشيخ محمد بن فهد آل عبدالله ومعالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.