عدت من إجازة طويلة لأتذكر انفلونزا الخنازير ، فقد نسيته طيلة أيام الإجازة، فمن حيث أتيت تسير الحياة طبيعية رغم أن فرص احتكاك البشر ببعضهم أضعاف فرصها هنا بحكم كثافة الاحتكاك في وسائل النقل العامة فوق و تحت الأرض، و في صحفهم لم أقرأ مقالا واحدا عن انفلوزنزا الخنازير أو أماني تأجيل الدراسة أو تعطيل دوران عجلة العمل و الحياة، فمهنيتهم الصحفية تحكمها الواقعية و يسيرها المنطق. لا يعني ذلك أنهم يتجاهلون خطر الوباء أو لا يعترفون بوجوده، و لكنهم هناك تعلموا ألا يقعوا في أسر الهلع، و أدركوا أن مواجهة الأزمات يكون بوضع الحلول لها و تجهيز علاجاتها الواقعية، لذلك قالوا للناس عند بداية انتشار الوباء في العالم، هذه هي عوارضه و هذا هو رقم الطوارئ، اتصلوا به و سنرسل إليكم من يفحصكم و يمنحكم العلاج اللازم عند الحاجة، و غير ذلك عيشوا حياتكم كما ينبغي، فهم أمة لا تحتمل أن تتوقف عقارب ساعتها للحظة واحدة . هم لم يقابلوا ضجيج الهلع بصخب الاستعدادات لمواجهة المرض و إنما جعلوا الواقع يترجم أعمالهم بعيدا عن الأضواء، لتصبح الحياة طبيعية في ظاهرها فهذه هي وسيلتهم لمحاربة المرض و هذه هي طريقتهم في مواجهة القلق. لذلك هم العالم الأول و غيرهم العالم الثالث. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة