لعلها تلك الفتن التي أنبأنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتى في آخر الزمان كقطع الليل المظلم.. يمسك بعضها ببعض وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم.. وها نحن نعيش في ليل كليل امرىء القيس الذي قال: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل عجبي فنحن نعيش في مهد الأزمات ما ظهر منها وما بطن وكلما حاولنا الهروب إلى الأعلى جاءنا موج عات فردنا إلى القاع في خضم ومعمعة انفلونزا الخنازير وما واكبها من حشد إعلامي (سأطرق هذا الموضوع الأسبوع القادم إنشاء الله). فيضان المجاري في حي الرويس: عاش سكان حي الرويس شمال شارع السيد أيام العيد بدءا من أول العيد وكأنما كان مكتوبا عليهم النكد فقد فاضت غرف التفتيش وتحولت الشوارع إلى جداول ولولا الروائح الكريهة المنبعثة لخال الناس أنه المطر الذي اشتاقوا إليه وفقدوه طويلا.. ويعلم الله أنه لمنظر مأساوي موغل في السوء والرداءة.. ومؤلم أن يحدث هذا في بلد ينفق المليارات على مشاريع البنى التحتية.. لقد اضطر المعايدون الذين أطفأت هذه الحالة القذرة الفرحة بل اغتالتها في نفوس الصغار.. وصدمت مشاعر الكبار.. فعمدوا إلى السيارات يقطعون بها من بيت لبيت خشية أن يلحق بهم أذى المياه الآسنة.. ومن المؤلم حتى النخاع أن فرق الطوارئ والصيانة لا وجود لها في المواقع المصابة بالعطب.. وقد رأيت بأم رأسي استمرار هذا الوضع الشاذ حتى يوم الأربعاء 11 شوال.. أين المسؤولون.. إنها جريمة بحق.. والعرف الدولي يضع في الاعتبار عند بناء أي مشروع اعتمادات الصيانة.. فهي من أهم دواعي السلامة وحتى تتوفر له إمكانات النجاح.. السؤال الملح هو أين أجهزة الدولة.. طوارئ الصرف الصحى.. ثم أين عمدة الحي ثم أين مراقبو الأمانة وأين دوريات الأمن التي تجوب الشوارع صباح مساء وأين وزارة الصحة. الأمن الصحي: أليس هذا يدخل في صميم رعاية الأمن الصحي.. إن المشاهد التي طفت على السطح إنما هي تفتح شهية الجراثيم والأوبئة وتمنحها تأشيرة فتح الباب على مصراعيه لكي تستوطن وتنتشر في الهواء ونحن نعيش في كنف أنواع الحمى.. حمى الضنك والمالطين.. والطامة الكبرى انفلونزا الخنازير. ليت شعري: كيف يسمح المسؤولون في كنف هذه الأجواء الموبوءة وفي ظل التقارير الدولية عن أن جدة قد دخلت واستقرت بكامل هيأتها كإحدى أكبر المدن تلوثا.. وغابت تلك العبارة المشرقة جدة غير.. وخوفي أن (الغيرية هذه) إلى معيار العكسية.. إن مما يبعث على الحسرة والألم أنه في الوقت الذي نشهد فيه ومضات تزرع في آفاقنا براعم أمل كي تشرق وتعشوشب بإطلالات جديدة يصدمنا واقع كهذا الذي أشرنا إليه. لست أدرى لماذا يحدث كل هذا العطب والإعطاب والأعطال.. من المعوقات التي تضع العصا في الدولاب على مشهد من الجميع.. إنها بحق مأساة وكارثة لا تعفي من المسؤولية الكثيرين حتى المسؤولين في الأجهزة التي أشرت إليها في مقدمة المقال وحتى العمالة الصغيرة والمواطنين الذين أزكمت أنوفهم الروائح الكريهة وهددتهم وأهليهم وأولادهم ثم لم يتحركوا ولو عن طريق البرقيات لكبار المسؤولين ترفع صرخة مدوية.. وحسبى الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة