يسأل الروائي أمين معلوف في كتابه الجديد «اختلال العالم»: هل البشرية بلغت «عتبة إفلاسها الأخلاقي»؟، ويسعى إلى فهم أسباب بلوغنا هذا الدرك وكيفية الخروج منه. معلوف يعتبر أن اختلال العالم مرتبط بحالة الإنهاك المتزامنة للحضارات كافة وخصوصا المجموعتين الثقافيتين اللتين يدعي العالم نفسه الانتماء إليهما، ألا وهما الغرب والعالم العربي، أكثر من ارتباطه ب«حرب الحضارات». ويلاحظ أن المجموعة الأولى تعتورها قلة وفائها لقيمها الخاصة، أما الثانية فواقعة في شرنقة مأزقها التاريخي. إنه لتشخيص مثير للقلق غير أنه يفضي إلى بارقة أمل: الفترة العاصفة التي دخلناها قد تقودنا إلى صوغ رؤية ناضجة في النهاية حول انتماءاتنا ومعتقداتنا وتبايناتنا، كذلك حول مصير الكوكب الذي يعنينا جميعا. ويندرج هذا الكتاب الجديد في سياق كتاب معلوف السابق «الهويات القاتلة»، المنشور سنة 1998 والذي أصبح مادة تدريسية في برنامج العديد من الجامعات في العالم. وصدرت في إسبانيا أخيرا الترجمة الإسبانية لكتابه «اختلال العالم»، بعد صدوره باللغة الفرنسية في مارس (آذار) الماضي، وبالعربية قبل أسابيع قليلة لدى دار الفارابي في بيروت. وأعرب معلوف بمناسبة صدور الترجمة الإسبانية لكتابه في مدريد، عن حزنه العميق على العالم العربي الذي يشهد تراجعا، يسهم في تراجع باقي العالم، ولا سيما عبر تصديره للغرب من خلال الهجرة، رؤية «غير مقبولة» عن المرأة. وقال: «علينا مساعدة الآخر وليس السيطرة عليه. من المهم أن لا تغيب عن أذهاننا في هذا العالم الضائع إلى حد ما أن هناك طريقين رئيسيين: عالمية القيم وتنوع الثقافات». معلوف الذي ولد في بيروت عام 1949 حاصل على جائزة غونكور الفرنسية عام 1993 عن روايته «صخرة طانيوس»، ومن أبرز مؤلفاته: ليون الأفريقي، سمرقند، وبدايات.