الحمد لله أن الخطوط السعودية ليست من ابتدع فكرة الكبائن المغلقة لركاب الدرجة الأولى وإلا لكانوا قالوا إن السعوديين نقلوا تجربتهم الرائدة في الكبائن المغلقة على الأرض إلى السماء! ولست متأكدا أية شركة طيران ابتدعت الفكرة، لكنها اليوم تنتشر كالنار في الهشيم بين شركات الطيران، وأخشى أن يتحول السفر الطويل إلى تجربة من العزلة بعد أن كان في السابق تجربة يتشارك فيها مع الركاب الآخرين. وبالنسبة للركاب العرب فإن في الأمر ضربة قاسية، لأن مثل هذه العزلة القسرية لساعات طويلة من وقت الرحلة ستحرمهم من عادتهم الأصيلة في «اللقافة» وفضول مراقبة الآخرين! فالراكب العربي في الغالب ومنذ اللحظة الأولى التي يدخل فيها إلى الطائرة لا يبحث بنظره عن مقعده، وإنما يبدأ عملية مسح بصري دقيق للركاب الآخرين، وكأنه باحث اجتماعي يرصد تصرفات الآخرين! أما ركاب التطفل والثرثرة الذين لا يتركون الركاب المجاورين لهم ينعمون بلحظة سلام واحدة فسيكون عليهم تعلم مخاطبة الجدران، لأن هذا ما سيحيط بهم طيلة وقت الرحلة! ولن يقلقني حال الأزواج، لأن بعضهم سيعتبرها فرصة هبطت عليه من السماء للتخلص من التصاق زوجته به خاصة إذا كانت من الصنف «النقاق»، لكنني سأرأف بحال العرسان الجدد، فأية رحلة شهر عسل هذه التي تجعل كلا من الزوجين في غرفة منفصلة؟ الكبائن الجوية تعزز روح العزلة في المجتمع الغربي القائم على الفردية، لكنها بكل تأكيد لا تناسب روح الجماعة عند المسافرين العرب! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة