مثل كرة الثلج تكبر قضية الملاسنة بين حسين عبد الغني وأحمد الفريدي التي جرت خلال مباراة النصر والهلال الأخيرة، رغم أنه لا أحد يدري بالضبط ماذا دار بينهما من كلام، فالفريدي ألمح إلى كلام وصفه بأنه: (لا يصدر من إنسان مسلم)، وعبد الغني أنكر وقال: (إني إنسان مسلم وأنتظر الفريدي ليشاركني صلاة الفجر)، هذا الحوار المليء بالألغاز والتلميحات زاد الأمر غموضا وترك لخيال المتابعين مجالا واسعا لتخمين الكلمات التي تبادلها اللاعبان مما يضعنا أمام قضية نوعية يبدو أنها ستشغل الإعلام والجمهور الرياضي لوقت طويل، خصوصا أن هناك من يصب الزيت على النار، ويطالب بتصعيد القضية إلى لجنة الانضباط، بل وحتى إلى القضاء! وحتى لا ندخل لعبة التكهنات فإن ما يمكن قوله هو أن الاشتباكات الكلامية بين اللاعبين أمر اعتيادي، وهي تجري في الملاعب بعيدا عن الكرة وعن آذان الحكام وعيون الكاميرات، وتنتهي غالبا بنهاية المباراة حيث تغسل قبلات نهاية المباراة ما علق في النفوس من كلمات يعود أغلبها إلى الضغط النفسي الهائل الذي يجد اللاعبون أنفسهم فيه خلال المباراة. ولهذا كان مستغربا أن يخرج الفريدي عقب المباراة ليتحدث إلى وسائل الإعلام ملمحا لما جرى بينه وبين عبد الغني، نستغرب لأنه ما من لاعب إلا ومر بتجربة كالتي مر بها عبد الغني والفريدي، ولكنهم لم يتصرفوا كما تصرف الفريدي، فقد أصبحت الاشتباكات الكلامية التي تجري بين اللاعبين خلال المباريات من أسرار الملاعب التي لا يبوح بها غالبية اللاعبين إلا للمقربين منهم، ولا يحملونها أكثر مما تحتمل. خلاصة القول أعتقد أن هذه القضية لن تخدم أحدا لا في النصر ولا في الهلال، وهي بالتأكيد لن تخدم الفريدي وعبد الغني، وعلى العقلاء في الناديين أن يشكلا لجنة إصلاح ذات البين تجمع طرفي القضية وتغلق الملف، بدلا من إضاعة الوقت وإشغال الجمهور الرياضي بقضية هامشية وأقول هامشية حتى وإن أراد البعض أن يجعل منها أهم من قضية الشرق الأوسط. خط الستة النجاح الذي حققه برنامج خط الستة في قناة أبو ظبي الرياضية، وقبله برنامج المجلس في قناة الكأس القطرية، وبعده قد يأتي برنامج في قناة كويتية أو بحرينية، يكشف عن حاجة ملحة لإعادة صياغة قنواتنا الرياضية الرسمية وغير الرسمية والفكر الذي تدار به برامجها، أعرف جيدا أن قيودا تحيط بعمل قنواتنا الرياضية، ولكن أعرف أيضا أن هناك هامشا يجب استغلاله إلى أبعد مدى لتوفير الحد الأدنى من النجاح لبرامجها، حتى لا يستمر الجمهور الرياضي في الركض خلف قنوات أخرى جاءت لتسد الفراغ الذي تركته قنواتنا السعودية. وبدلا من أن نلوم القنوات الأخرى على ما تقدمه من طروحات لا تروق لبعضنا، علينا أن نلوم أنفسنا على تكبيل قنواتنا، وحرمانها من عناصر النجاح. دندنة : يا شينها لا صرت بين اختيارين مستقبلك .. وإلا حبيب توده