كل عبادة من العبادات في الإسلام لها حكمة أو أكثر، ونحتاج ونحن نعيش أيام العيد أن نفكر مليا بالحكمة من وجود عيد الفطر بعد شهر الصيام، كما نحتاج أن نقف عند العديد من النصوص المتصلة بالعيد علنا نضع أيدينا على بعض الحكم من مشروعية العيد. وقد روت أم عطية «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نخرج لصلاة العيد العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن المصلى، ويشهدن الخير والدعوة مع المسلمين، قالت إحداهن: يا رسول الله إن لم يكن لها جلباب؟ قال: فلتعرها أختها من جلبابها»، مما يشير إلى أهمية أن تشارك النساء في صلاة العيد، ومن السنة الزينة للعيدين، فعن أبي رمثة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وعليه بردان أخضران. ويجوز ضرب الدف يوم العيد ففي حديث عائشة رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، وعندها جاريتان تضربان بدفين فانتهرهما أبو بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهن فإن لكل قوم عيدا» وهو حديث مروي في مسند الإمام أحمد، وفي حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا أسأم، فاقدروا قدر الجارية، الحديثة السن الحريصة على اللهو» وفي حديث آخر عنها رضي الله عنها «أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان تضربان بالدف وتغنيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه وقال مرة أخرى متسج ثوبه، فكشف عن وجهه فقال: دعها يا أبا بكر فإنها أيام عيد، وهن أيام منى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة» فهل من دلالة نفسية لهذا كله؟ والجواب أن هناك دلالات كثيرة. أولها: أن الفرحة ضرورية بعد شهر من الصيام حافل بالامتناع عن الطعام والشراب وكبح جماح الشهوات وفيه القيام والجهد. ثانيها: أن خروج الأطفال بزينتهم ليروا الكبار والصغار في هذا التجمع البهيج يشبع حاجة الطفل النفسية للانتماء ويشعره بأن الذين يشاركون في هذه الفرحة كثيرون مما يترك في نفسه الانطباع بعظمة هذه الأمة وقوة شكيمتها. ثالثها: أن ارتباط جو السرور والزينة والفرح يجعل الطفل يحرص على هذا الارتباط ويشعره بأن من يشاركه هذه الفرحة عدد كبير من الناس من النساء والرجال والأطفال والكبار فيزداد انتماء إلى جماعة يشعر معها بالتجانس والتوحد ويلتمس فيها التقبل والتقدير واعتبار الذات. ولتحقيق هذا الانتماء نحتاج نحن الكبار إلى قبول الصغار والابتسام في وجوههم وإشاعة جو الفرح والسرور لديهم، مما يجعلهم ينتظرون يوم العيد بفارغ الصبر، ذلك أن العيد مناسبة من مناسبات كثيرة تعين على إشباع الحاجة إلى الانتماء وتزيد من إحساس الطفل بالاعتزاز بانتمائه لهذا الدين وهذه الأمة، وما علينا إلا أن نحرص على إدخال السرور على نفوس أبنائنا من خلال اصطحابنا لهم يوم العيد إلى الصلاة ومن ثم زيارة الأقارب ووصل ما انقطع من صلات بيننا وبين الناس وبخاصة الأرحام. وكل عام وأنتم بخير. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة او عبر الفاكس رقم: 6327389 الهاتف: 2841552 الإيميل: [email protected]