أثار حضور الشعر الشعبي في المناسبات والأحداث مقارنة بالشعر الفصيح العديد من التساؤلات في الساحة الثقافية، وأكد الشعراء الشعبيون أنهم الأقرب دائما من نبض الشارع وأن تفاعلهم مع الحدث يأتي سريعا.. مستشهدين بتفاعلهم الكبير ضد محاولة اغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، فضلا عن تفاعلهم مع مناسبة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني، فيما رأى بعض المناصرين للشعر الفصيح أن هذا الرافد الأصيل من روافد الأدب يحضر في المناسبات بكل شموخ وتأثير، وقالوا إن قلة تواجده في الأحداث يعود إلى قلة شعرائه مقارنة بالشعر الشعبي. الشاعر الشعبي سالم بن غضيف أوضح أن الشعر الشعبي دائما هو الأقرب والأكثر تأثيرا وتأثرا بما يدور في محيطه، وقال إن شعبية هذا اللون الشعري الفريد لم تأت من فراغ بل تولدت نتيجة قربه من الإنسان البسيط ومشاركته له في أفراحه وأتراحه ومناقشة جميع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأضاف: الشعر الفصيح ابتعد عن هموم الإنسان فابتعد الجمهور عنه واعتقد أن الأحرى بشعراء الفصيح أن يلتفتوا إلى ما يدور حولهم من قضايا وهموم. من جهة أخرى رأى شاعر الفصحى المعروف صالح العمري أن شعراء الفصيح متواجدون في الأحداث بشكل فاعل، وقال إن كثرة الشعراء الشعبيين تجعل المتابعين يشعرون أن شعراء الفصيح لا يتفاعلون مع الحدث، بينما نجد القصيدة الفصيحة متواجدة، وهي الأقدر على مخاطبة الناس في كافة الأقطار وتوصيل صوت المجتمع بكافة أطيافة وشرائحه على نطاق أوسع، ومهما بلغ الشعر الشعبي فإن دوره يبقى محدودا في إطار ضيق، ولا يمكن أن يكون صوت المجتمع بلغته العامية وأدواته المتواضعه قياسا بالشعر الفصيح. الشاعرة تاج الغرور أشارت إلى أن الشعر الشعبي تجاوز نطاقه الضيق وبدأ ينتشر في مساحات أرحب معتمدا على ثقافة شعرائه ولغتهم البيضاء المفهومة في كافة الأقطار العربية.. مؤكدة أنه قادر على تجاوز عقدة اللغة، وأضافت: الشعر الشعبي هو الأقرب للنفس والقادر على ترجمة قضايانا ومشاعرنا تجاه أنفسنا وتجاه الغير. وأوضح الشاعر عبدالله عطية الحارثي أن الشاعر الشعبي طور نفسه بشكل واضح واستطاع أن يوجد لنفسه خطا مميزا في ساحة الأدب العربي، وقال إن ثقافة الشعراء الشعبيين أضافت لشعرهم بعدا آخر وأكسبته مساحة من الاحترام في الأوساط الثقافية، ولم يقلل الحارثي من قدرة الشعر الفصيح في معالجة الأحداث، وأشار إلى أن شعراء الفصيح قادرون على التعامل مع الأحداث بشكل راق.. مؤكدا أن الكثرة لا تعني الجودة في جميع الأحوال.