وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في أول خطاب له في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، رسالة صارمة إلى قادة العالم، حضهم فيها على العمل معا لحل المشاكل الأكثر إلحاحا. وقال أوباما بعد تصفيق حار من قادة نحو 120 دولة وحكومة: «إن من كانوا ينتقدون الولاياتالمتحدة، بسبب عملها لوحدها في العالم لا يمكنهم الآن الوقوف والتفرج على الولاياتالمتحدة وهي تحل مشاكل العالم لوحدها», مضيفا: «الوقت قد حان للعالم للتحرك في اتجاه جديد، وعلينا أن ندخل في حقبة جديدة من المشاركة، تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، ويجب أن يبدأ عملنا الآن». وهذه أول مرة يخاطب فيها الرئيس الأمريكي الجمعية العامة منذ توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني). ومن المقرر أن يلقي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كلمة أمام الجمعية في وقت لاحق. وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مناقشات الجمعية، ودعا إلى القيام بعمل مشترك حقيقي، لمعالجة التغير المناخي والفقر في العالم والدفع من أجل نزع الأسلحة النووية. وقال في كلمة أمام الجمعية: «الآن هو الوقت المناسب للتحرك بروح من التعددية المتجددة، وخلق أمم متحدة ذات عمل جماعي حقيقي». إلا أن كل العيون كانت على أوباما، الذي تعهد بإقامة شراكة وثيقة مع الأممالمتحدة، بعد الاتهامات لإدارة سلفه جورج بوش بتجاهل المنظمة الدولية. ووجه أوباما انتقادات للأمم المتحدة، وقال: «مما يدعو إلى الحزن ولكن ليس إلى الدهشة، أن هذه المنظمة تحولت في كثير من الأوقات إلى منبر لزرع الخلاف، بدلا من بناء أرضيات مشتركة». وفي تذكير بالمخاطر التي تحيق بالعالم في المدينة التي لا تزال تحمل آثار هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على مركز التجارة العالمي، حذر أوباما من الثمن الباهظ الذي يمكن أن يدفعه العالم، إذا لم يتحرك الزعماء ضد المتشددين. وأوضح الرئيس الأمريكي: «فكروا في المسار الذي سنكون عليه إذا فشلنا في مواجهة الأمر الواقع. سيزرع المتطرفون الرعب في العالم، والنزاعات المطولة ستستمر». وأضاف أن ذلك سينتج عنه: «الإبادة والفظائع الجماعية، وعددا متزايدا من الدول التي تمتلك أسلحة نووية وجبالا ثلجية ذائبة وشعوبا منهوبة وفقرا مستمرا وأمراضا منتشرة». وأضاف: «إذا لم نتحرك، فستكون تلك دعوة لسباقات الأسلحة النووية في كل منطقة، كما سنسمح باحتمالات وقوع الحروب والأعمال الإرهابية على مستوى لا يمكننا تصوره». ومن المتوقع أن يلقي أحمدي نجاد، كلمة في الوقت الذي يدور خلاف حول برنامج إيران النووي وسط قلق دولي بشأن الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو (حزيران) وأعادت أحمدي نجاد إلى السلطة. ودعت إسرائيل إلى احتجاج رمزي على أحمدي نجاد، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت العديد من الدول ستستجيب لهذه الدعوة. وحث أوباما دول العالم على محاسبة كوريا الشمالية وإيران على برنامجهما النووي، محذرا من أنها تهدد بجر العالم إلى منحدر خطر.