تدعم حكومة المملكة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشكل مستمر قطاع الاستثمار من خلال حل المعوقات وتذليل الصعوبات التي تواجه المستثمرين السعوديين والأجانب، ودعم القطاع الخاص بجعله شريكا استراتيجيا في التنمية الاقتصادية. ويتمثل هذا الدعم في خطة الهيئة العامة للاستثمار لإنشاء مدن اقتصادية متكاملة موزعة على مناطق المملكة في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط، حيث نصت استراتيجية الهيئة على اختيار عدد من المواقع لتكون نقاط انطلاق لصناعات تصديرية من المملكة. وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعلن عن إطلاق 4 مدن اقتصادية متكاملة خلال العام 2006 في كل من حائل (مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية) والمدينةالمنورة (مدينة المعرفة)، وجازان (مدينة جازان الاقتصادية)، و (مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ)، التي أطلقت أواخر 2005. كما جرى خلال العام 2007 دراسة تأسيس مدينتين اقتصاديتين في كل من تبوك والمنطقة الشرقية من المملكة. وشرعت المملكة في الأعوام الماضية، في إنشاء هذه المدن الاقتصادية الكبرى والتي جاءت كانطلاقة في مجموعة من المشاريع الاقتصادية العملاقة في الوطن، لتكون إحدى الوسائل الفعالة في ترويج وجذب الاستثمارات، من أجل دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المتوازنة، حيث يتوقع أن توفر هذه المدن مجتمعة ما يقرب من 700 ألف فرصة عمل وتستقطب حوالى 190 مليار ريال من الاستثمارات، ومن المتوقع أن تبلغ عوائدها المالية 560 مليار ريال خلال 10 سنوات. وتتمحور رؤية الهيئة العامة للاستثمار في رفع تنافسية المملكة دوليا في جذب الاستثمار وإنشاء بيئة عمل صحية جاذبة وتوفير خدمات شاملة للمستثمرين. وفي ما يلي لمحة موجزة عن هذه المدن: مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ تقع في منطقة مكةالمكرمة على مساحة قدرها 168 مليون متر مربع على ساحل البحر الأحمر إلى الشمال من مدينة جدة قرب مدينة رابغ الصناعية، ويتوقع أن تطرح هذه المدينة 500 ألف فرصة عمل. وتنقسم المدينة إلى ستة أقسام رئيسية، يحقق كل منها هدفا من أهداف بناء المدينة، حيث يحتل الميناء مساحة قدرها 2.5 مليون متر مربع، وسيكون وصلة ما بين المملكة والعالم من جهة، وصلة ما بين آسيا وأفريقيا وأوروبا من جهة أخرى، حيث يمثل محطة إضافية على البحر الأحمر، تتوقف عندها البضائع المشحونة ما بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل تقع في منطقة حائل، ومن المتوقع أن تكون أكبر مجمع لخدمات النقل والخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط، ويتوقع كذلك أن تستقطب استثمارات من القطاع الخاص تتجاوز 30 مليار ريال على مدى ال 10 سنوات المقبلة. وتعد ثاني أكبر المدن الاقتصادية في المملكة والتي ستشمل مطارا دوليا وميناء جافا ومحطة سكة حديد وصناعات وخدمات زراعية ومنطقة ترفيهية وصناعات تعدينية ومركزا تجاريا ومنطقة معرفة، بالإضافة إلى تجمعات سكنية. ويتوقع أن تستوعب أكثر من 300 ألف ساكن ومقيم، وأن توفر أكثر من 55 ألف وظيفة، خلال مراحل تطوير المدينة خلال السنوات الأربعين المقبلة. مدينة المعرفة في المدينةالمنورة تعتبر مدينة المعرفة في المدينةالمنورة، مدينة صغيرة من حيث المساحة وذلك لطبيعة الاستخدام، إذ أنشئت لتكون أول مدينة من نوعها قائمة على الصناعات المعرفية. وتقدر مساحتها بأقل من 5 ملايين متر مربع، وتقدر الاستثمارات بها بحوالى 25 مليار ريال، وستطرح قرابة 20 ألف فرصة عمل، والأنشطة التي ستقوم بها المدينة هي التقنية والصناعات المعرفية. وستستوعب 150 ألف نسمة ستساهم في تحريك عجلة الاقتصاد في طيبة الطيبة. وتشتمل المدينة على مجمع طيبة للتقنية والاقتصاد المعرفي ومتنزه أرض السيرة التفاعلي ومجمع طبي ومراكز للخدمات الصحية المتكاملة ومراكز تجارية ومناطق سكنية. مدينة جازان الاقتصادية صممت لتكون متكاملة الخدمات والمرافق، وهي تضم مجموعة من المشاريع والمناطق الصناعية وغير الصناعية. ومن المتوقع أن تكون تكلفة المشروع نحو 112 مليار ريال تخصص 63 مليار ريال للتكلفة الاستثمارية لمكونات المشروع، في حين تم تخصيص القيمة المتبقية 48 مليار ريال لتكلفة تطوير البنية التحتية والمناطق التجارية والسكنية والخدمات والمرافق العامة. وتقع المدينة على بعد 50 كيلومترا شمال مدينة جازان وعلى مساحة 100 مليون متر مربع بطول 12 كيلو مترا بمحاذاة الشريط الساحلي وعمق 8 كيلو مترات. وسيستفيد المشروع من الموقع الاستراتيجي لمنطقة جازان.