يستمر الإصلاح الاقتصادي وفقا للرؤية السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فتم إدخال قوانين جديدة لتشجيع فرص الاستثمار في المملكة وإطلاق مبادرات لتشجيع الصادرات من القطاعات غير النفطية واتخذ المسؤولون إجراءات وخطوات مهمة لزيادة فاعلية وشفافية الاقتصاد السعودي تركزت على إصلاح الأنظمة الاقتصادية في المملكة ونقل التقنيات المتقدمة ودفع عملية التعليم لتكملة عمليات الإصلاح الاقتصادي وإنشاء العديد من المجالس والهيئات التى تعزز مسيرة الإصلاح في القطاعات الاقتصادية ووصلت المبالغ المخصصة لتحقيق الأهداف الاقتصادية الطموحة إلى 624 مليار دولار حتى عام 2020. ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الحكم بدأ عهد الاهتمام بإنشاء المدن الاقتصادية والمراكز الاقتصادية الكبرى التي تمثل أداة فاعلة وهائلة لجذب الاستثمارات وتنويع النشاطات الاقتصادية وتوفير العمالة وتنويع مصادر الدخل وتنميتها، ففي الثامن عشر من شهر ذي القعدة عام 1426ه دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ذلك المشروع الاقتصادي العملاق الذى يعد الأكبر في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتقع في شمال جدة وبالقرب من مدينة رابغ الصناعية حيث تمتد على مساحة 55 مليون متر مربع على ساحل بطول 35 كلم في موقع متميز على البحر الأحمر وتبلغ تكلفته 100 مليار ريال (27 مليار دولار). واصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اهتمامه الكبير بإنشاء المدن والمراكز الاقتصادية الكبرى وفى الحادي عشر من ربيع الآخر 1427ه أمر - يحفظه الله - بإنشاء مركز مالي متطور في الرياض يحمل اسم مركز الملك عبد الله المالي. ويضم المركز المؤسسات المالية العاملة في القطاع المالي، ليكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم، والتنظيم، والمواصفات التقنية. وسترتبط الشركات العاملة فى القطاع المالي ارتباطا وثيقا بالمركز بما فى ذلك شركات خدمات كالمحاسبين، والمحامين، والمحللين والمستشارين الماليين، وشركات الوساطة وإدارة الأصول، ومؤسسات التقييم. وستكون هيئة السوق المالية محور الارتكاز لهذا المشروع العملاق الذي تبلغ مساحته نحو 1.6 مليون متر مربع في شمال مدينة الرياض. وتمضى مسيرة النهضة الاقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بكل ثقة وثبات وخاصة في نطاق مراكز المال والأعمال العملاقة، ففي السابع عشر من جمادى الأولى عام 1427ه تم الإعلان عن قيام مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل. والمدينة هي مركز اقتصادي عملاق ومتكامل يعتبر العنصر الرئيسي فيه هو مركز النقل والخدمات اللوجستية، بحيث يكون نقطة التقاء للبضائع والمعادن والمنتجات الزراعية القادمة من شمال المملكة ومن منطقة حائل وما جاورها، ويكون ملتقى لتجارة وتسويق وتصنيع تلك المنتجات مما يرفع القيمة المضافة الناتجة عنها، وستوفر المدينة خدمات تجاوزت تكلفتها 30 مليار ريال، ويتوقّع أن توفر المدينة أكثر من 30 ألف فرصة وظيفية، إضافة إلى تعزيز مسيرة التنمية في المنطقة.وفى الثاني والعشرين جمادى الأولى عام 1427 ه أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن قيام مدينة المعرفة الاقتصادية التابعة «لمؤسسة الملك عبد الله لوالديه» بالمدينةالمنورة. تبلغ مساحة المدينة الإجمالية 4.8 ملايين متر مربع وتصل المساحات المبنية فيها إلى 9 ملايين متر مربع، بينما سيصل حجم الاستثمار فيها إلى 25 مليار ريال، ويتوقع أن توفر عشرين ألف فرصة عمل جديدة. وتتكون مدينة المعرفة الاقتصادية من عدة عناصر رئيسية تشمل مجمع طيبة للتقنية والاقتصاد المعرفي، ومعهداً للدراسات التقنية المتطورة، ومُتحفاً تفاعلياً للسيرة النبوية، ومركز دراسات الحضارة الإسلامية. كما تشمل هذه المدينة مجمعاً للدراسات الطبية والعلوم الحيوية، والخدمات الصحية المتكاملة التي تضم العيادات والمختبرات المساندة ومراكز تجارية ومركزاً متكاملاً للأعمال إلى جانب المناطق السكنية المشتملة على العمائر والفيلات والشقق الفندقية بمختلف المستويات التي صممت لتستوعب ما يقارب 200 ألف نسمة. إن هذا الاهتمام الكبير بالمدن الاقتصادية يعكس طموحا بلا حدود لتنمية الوطن وضمان رفعته وتقدمه.